لزوم الوفاء بشروط جهة العمل

0 15

السؤال

أعمل مدرسا في موقع إلكتروني، وطريقة الموقع في المحاسبة أنه يأخذ مالا من الطلاب، ولا يأخذ مني شيئا. وأنا أحدد سعرا يدفعه لي الطلاب بطريقة أحددها أنا والطالب، دون تدخل الموقع في ضمان المال.
السؤال: خرج بعض الطلاب ممن يدرسون معي من الموقع؛ لأنه كانت هناك مشاكل في الاتصال في ذلك الوقت، وتواصلوا معي خارجه على برامج اتصال أخرى، لحين تحسن الاتصال على الموقع، ثم بعد ذلك لم يرجعوا إلى الموقع، واستمروا معي خارجه بنفس السعر الذي كانوا يدفعونه لي.
مع العلم أن الموقع كان قد نوه عند بداية عملي عليه، أنه إذا طلب أحد الطلبة الخروج من الموقع، فعلى المدرس أن يرفض.
وأنا بالفعل رفضت، لكن خرجت مع بعض الطلاب الذين لديهم مشاكل في الاتصال، والذين لم يعودوا بعد ذلك للموقع.
فأنا الآن أشعر بالذنب، وبأنني خالفت قول الله:" يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود"
وأستغفر الله من ذلك، وصرت أكثر صرامة في هذا الأمر، ولا أقبل خروج أي طالب.
فهل علي شيء أفعله ككفارة أو ما أشبه ذلك، لأجل الطلبة الذين خرجوا من الموقع، ولم يريدوا الرجوع مرة أخرى، وما زالوا معي خارج الموقع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتنويه الموقع عند بداية العمل بأنه إذا طلب أحد الطلبة الخروج من الموقع، فعلى المدرس أن يرفض.

المفهوم منه أن الموقع قد اشترط على السائل ألا يوافق على تدريس طلاب الموقع خارج الموقع. وإن كان كذلك، لزم السائل الوفاء بهذا الشرط؛ لقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود. {المائدة:1 }. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه البخاري تعليقا، وأبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني. وقول القاسم بن محمد: ما أدركت الناس إلا وهم على شروطهم في أموالهم، وفيما أعطوا. رواه مالك في الموطأ.
وبخصوص الطلاب الذين خرجوا من الموقع ولم يريدوا الرجوع إليه مرة أخرى، فإما أن يمتنع السائل عن تدريسهم خارج الموقع. وإما أن يستأذن من إدارة الموقع، ويبين لهم أن لدى هؤلاء الطلبة مشاكل في الاتصال. فإن أذنوا له، وإلا امتنع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة