توبة العامل عن سكوته عن تجاوزات الشركة التي كان يعمل فيها

0 7

السؤال

كنت مشرفا في شركة مقاولات، وكان هناك باب خشبي له مواصفات خاصة، وصاحب العمل لم يلتزم بالموصفات، وقلل فيها، واستلمته على تلك الصفة، ثم غادرت الشركة بعد انتهاء العمل، وذهبت إلى شركة أخرى، وكانت هناك مخالفات، أو غش في العمل، وذهبت إلى موقع آخر، وكانت هناك بعض المخالفات، وطلب مني صاحب العمل شيئا، فرفضت؛ فطردني من العمل.
وبعدها بفترة حصلت على عمل لمدة شهر تقريبا في شبكات صرف حفر، وتركيب مواسير، وأحيانا عند ضبط المناسيب يغش العامل الذي يركب المواسير في المناسيب لتسليم الحفر، فتركت العمل، وأنا الآن لا أعمل.
وفي الشركة التي جلست فيها مدة طويلة، طلبت منه السماح قبل أن يطردني صاحبها -لأني من الممكن أن أكون قد قصرت في العمل بالغياب، أو الخروج المبكر عن العمل-، وسامحني -والحمد لله-، فهل لي من توبة بسبب سكوتي؛ رغم أن ذلك كان رغما عني؟ وهل أكون غاشا للأمانة، وسأسأل عن عملي؟ أنا مهموم جدا، وأسأل الله أن يسامحني. بارك الله فيكم، وفي موقعكم، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي نراه مناسبا لحال السائل أن يكثر من الاستغفار، والأعمال الصالحة، وأن يلجأ إلى الله تعالى في تخليصه من أي تبعات تعلقت بذمته؛ فإن ظروف العمل المذكورة في السؤال لا تخلو غالبا من حق، ولو يسيرا!

وقد ذكر الغزالي في كتاب: (منهاج العابدين) كيفية التوبة من الذنوب التي بين العبد وبين الناس، وفصل في أنواعها، وحكم الاستحلال فيها، ثم قال: وجملة الأمر: فما أمكنك من إرضاء الخصوم عملت. وما لم يمكنك، راجعت الله سبحانه وتعالى بالتضرع، والصدق ليرضيه عنك؛ فيكون ذلك في مشيئة الله تعالى يوم القيامة.

والرجاء منه بفضله العظيم وإحسانه العميم: أنه إذا علم الله الصدق من قلب العبد؛ فإنه سبحانه يرضي خصماءه من خزانة فضله. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات