السؤال
كان عمري 16 سنة، كنت صغيرة، ولا أعلم شيئا في هذه الحياة، دخلت إلى معهد، وهناك صادقت فتيات، كل همهن الشباب، والحب .... إلخ. فتكلم معي شاب في ذلك الوقت، وأصبحت هناك علاقة بيني وبينه، ووعدني بالزواج، وأخذ مني كل ما يريده، ثم تركني، وكنت أصدقه، وأعطيته كل شيء يريده، وأيضا هناك شاب ثان فعل معي نفس الشيء.
والآن ندمت ندما شديدا، وتبت إلى الله أن لا أفعل هذه الأشياء مرة أخرى، ولكني في حالة نفسية يرثى لها، أرفض الزواج من أي شخص يتقدم لي لأجل أن لا يفضحني الشابان.
والآن تقدم لي شاب، ويريدني، ولكنه يقول لي: إذا كان هناك شيء في الماضي لا أقبل، وأنا قلت له: لم أفعل شيئا في الماضي؛ لأني أريد هذا الشاب. أنا خائفة جدا إذا تمت خطبتي، وفضحوني أمام خطيبي وأهلي، ولا يمكنني أن أقول له، فبذلك أكون قد فضحت ستر الله علي، وخائفة إن لم أقل له.
ساعدوني ماذا أفعل؟ لم يعد لدي طاقة أن أتحمل أي شيء. أنا ندمت، وتبت إلى الله، وأدعو الله أن يستر علي، ولكني خائفة جدا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بندمك على ما قمت به من هذه العلاقات الآثمة مع بعض الشباب، نسأل الله تعالى أن يقبل توبتك، ويعينك على الاستقامة على طاعته، واجتناب معصيته.
ونرجو أن يكون فيما حدث درس وعبرة لك، ولكل الشباب والفتيات؛ ليكونوا على حذر من اتباع خطوات الشيطان، فقد تكون نهايتها الوقوع في الفاحشة، فيكون الندم، قال الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم {النور:21}، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 29785.
ويجب عليك أن تستري على نفسك، فلا تخبري بذنبك هذا الشاب أو غيره، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح -وقد ستره الله عليه-، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه.
وإذا وقعت في الزنا، وزالت بسببه البكارة، واشترطها الخاطب، فلا يجوز لك كتمان أمر زوالها عنه، بل يجب عليك إخباره بزوالها من غير أن تذكري أن الزنا هو السبب، بل استخدمي المعاريض، وبيني له أن أسباب زوال البكارة كثيرة كالوثبة، أو الركوب على حاد، أو اندفاع الحيض بشدة، ونحو ذلك.
وبخصوص خوفك من إخبار هذين الشابين بما حدث، فاجتهدي في دفع هذه الهواجس، وأكثري من ذكر الله، ودعائه، وخاصة بالأدعية المتضمنة سؤال الله العافية من كل بلاء، وتجدين بعضها في الفتوى: 221788.
ولو قدر أن وقعت الفضيحة، فيمكنك أن تستخدمي المعاريض أيضا، فتنفين حدوث ذلك تعنين بعد توبتك، ففي المعاريض مندوحة عن الكذب، كما قال عمر -رضي الله عنه-.
والله أعلم.