السؤال
أشعر أني أحمل نفسي فوق طاقتي، وأشعر أني أجلد ذاتي، فادعوا لي.
أنا الآن أنكر على كل من يغتاب، ولكن تحدث مواقف أتحير، ولا أعرف هل الموقف غيبة أم لا، فقد زرت أقاربي واغتابوا أمامي؛ فقمت من المجلس بعد نصحهم بكل لطف، بل كنت أضحك لهم أثناء النصح، وبعد ذلك دخلت غرفة أخرى بعيدة عن مجلسهم، ثم دعوني مرة أخرى لأجلس معهم، وأخبروني أنهم سيصمتون، ولن يتحدثوا عن أحد؛ فجلست، ثم رجعوا للغيبة مرة أخرى، وقالوا: لماذا بائع المحل الفلاني يبيع فاكهة سيئة؟ فقلت لهم: لا شأن لنا بأحد، ونصحتهم، ثم رجعت إلى غرفتي، وضميري يؤنبني، وأقول: إنني فعلت ذلك رياء، وإنني لم أنكر بقلبي، وإنني شريكة في الإثم، فماذا أفعل؟ فقد تعبت جدا.
وبعض الناس عندنا في مصر بدلا من أن يقولوا بنت، يقولون: بت، فمرة قال جدي: سأفعل كذا قبل أن تجيء هذه البت -يقصد الخادمة-، فلم أنكر؛ لأن جدي قال هذه الجملة بسرعة، وسكت وذهب، ولا أعرف هل هذا من الغيبة أم لا، فهل أنا مشتركة في الإثم معهم أم لا؟ وإذا احترت هل الموقف غيبة أم لا، فهل أنكر أم أسكت؟ وهل يجب علي إنكار الغيبة عليهم كلما اغتابوا؟ فـ 90% من كلامهم غيبة، وأصبحوا يتضايقون مني؛ لأني كل لحظة أنكر عليهم، وقد تعبت من هذا الوضع، فادعوا لي.
وخالي قال لي: لن نتحدث، فاجلسي معنا، وقال بضحك: سوف نقعد صما بكما عميا، فهل هذا استهزاء أحاسب عليه؟ وماذا أفعل؟ فقد ضاق علي الأمر، ولا حل عندي، وكل يوم أتوب إلى الله، وأقول: سوف أنكر وأنكر، ثم يؤنبني ضميري أنني لم أنكر بقلبي، أو أحتار هل الموقف غيبة أم لا، فأسكت، أو أتعب من كثرة النصيحة، فأسكت.
ومرة كنت جالسة مع عمتي في السيارة، فقالت عن سائق: يا كابتن، بطريقة بها سخرية، فقلت لها: أكرمه الله، وأكرمنا، فقالت: أنا لم أقل شيئا عنه، فسكتت، ثم اغتابت شخصا آخر، وقالت: كيف يضع شاشة في السيارة لمشاهدة الفيديوهات، فهذا تصرف خاطئ، فحاولت تغيير مجرى الحديث، ثم اغتابت مرة أخرى وأنا جالسة في السيارة، ولا أستطيع أن أفعل شيئا، أو أترك المجلس، فهل علي إثم؟
ومن لم يكن كل كلامه غيبة -بأن اغتاب بشكل سريع- ونصحت، ثم اغتاب مرة أخرى، فهل علي أن أنصح كل مرة؟ وأنا لا أستطيع صلة عائلتي من أمي بالهاتف؛ لأن ذلك يخالف العرف عندنا، بل تكون صلتهم بزيارتهم.