السؤال
حسب القول بحرمة المداومة على ترك السنن، فأنا الآن أحرص على ألا أداوم على ترك سنة معينة، فهل يكفي -حسب هذا القول- ألا أداوم على ترك السنن التي أعرفها، أم علي ألا أداوم على ترك السنن عامة؟ وهل يكفي عدم المداومة على ترك الأذكار التي حفظتها، أم علي أن أحفظ الأذكار الأخرى؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر بعض أهل العلم أن من داوم على ترك السنن، كان ذلك نقصا في دينه.
ومن تركها كسلا، وتهاونا بها، كان ذلك فسقا، وراجع التفصيل في الفتوى: 175987.
والظاهر من كلام بعض أهل العلم أن المقصود ترك السنن الراتبة المعروفة، التي يتكرر فعلها، جاء في الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية: فإن صلاة الجماعة؛ إما فرض على الأعيان، وإما فرض على الكفاية.
والأدلة من الكتاب والسنة أنها واجبة على الأعيان.
ومن قال: إنها سنة مؤكدة، ولم يوجبها؛ فإنه يذم من داوم على تركها، حتى أن من داوم على ترك السنن التي هي دون الجماعة، سقطت عدالته عندهم، ولم تقبل شهادته، فكيف بمن يداوم على ترك الجماعة؟ فإنه يؤمر بها باتفاق المسلمين، ويلام على تركها، فلا يمكن من حكم، ولا شهادة، ولا فتيا مع إصراره على ترك السنن الراتبة، التي هي دون الجماعة، فكيف بالجماعة التي هي أعظم شعائر الإسلام؟ والله أعلم. اهـ.
وقال شيخ الإسلام أيضا في كتابه: درء تعارض العقل والنقل: لأن الاستمرار على ترك السنن خذلان، قال أحمد -رضي الله عنه- وقد سئل عن رجل استمر على ترك الوتر: هذا رجل سوء. اهـ.
أما الأذكار، فهي من قبيل الأمور المستحبة، وراجع الفتوى: 207577.
فينبغي لك الحرص على الإكثار من الإتيان بنوافل السنن، بحسب ما تستطيع؛ لما في ذلك من الأجور العظيمة، فقد جاء في الحديث القدسي الذي رواه البخاري، وغيره: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه.
والله أعلم.