السؤال
ماذا أفعل عندما تكون صلة الرحم سببا في الأذى والحسد الشديد من الأقارب، خصوصا عندما أقدم لهم المساعدات من خير الله؛ فيسبب لي ذلك الحسد، والعين، والأقاويل والمشاكل الكثيرة منهم؟
ماذا أفعل عندما تكون صلة الرحم سببا في الأذى والحسد الشديد من الأقارب، خصوصا عندما أقدم لهم المساعدات من خير الله؛ فيسبب لي ذلك الحسد، والعين، والأقاويل والمشاكل الكثيرة منهم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كانت صلتك لرحمك تتسبب لك في الأذية والمشاكل! فلا حرج عليك في الابتعاد عنهم، بالقدر الذي ينجيك من أذيتهم، قال الحافظ ابن عبد البر في (التمهيد): أجمع العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، إلا أن يكون يخاف من مكالمته وصلته ما يفسد عليه دينه، أو يولد به على نفسه مضرة في دينه أو دنياه، فإن كان ذلك، فقد رخص له في مجانبته وبعده، ورب صرم جميل خير من مخالطة مؤذية. اهـ.
وقال في (الاستذكار): والذي عندي أن من خشي من مجالسته ومكالمته الضرر في الدين، أو في الدنيا، والزيادة في العداوة والبغضاء، فهجرانه والبعد عنه خير من قربه؛ لأنه يحفظ عليك زلاتك، ويماريك في صوابك، ولا تسلم من سوء عاقبة خلطته، ورب صرم جميل خير من مخالطة مؤذية. اهـ.
والصرم الجميل هو الهجر الذي لا يقارنه أذى، ولا إساءة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الهجر الجميل هجر بلا أذى، والصفح الجميل صفح بلا عتاب، والصبر الجميل صبر بلا شكوى. اهـ.
وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير: الهجر الجميل هو الذي يقتصر صاحبه على حقيقة الهجر، وهو ترك المخالطة، فلا يقرنها بجفاء آخر، أو أذى. اهـ.
والله أعلم.