كل أفعال العبد علمها الله وكتبها وشاءها

0 21

السؤال

هناك سؤال مهم جدا، لم أجد إجابة عليه في الفتاوى، والكثير من المواقع.
نعلم أن الإنسان مخير، بحيث إنه سيحاسب على أعماله يوم القيامة، وطبعا الجميع يأمل أن يرحمه الله.
السؤال هو: الحسنة من عند الله، هل يمكن أن يلهم الله عبده بفكرة معينة مثلا؛ ليذهب هذا الشخص إلى مكان، وبعدها ممكن أن يحصل رزقا جديدا.
هذا السؤال كثيرون يريدون إجابة عليه. هل يهيئ الله الأسباب فقط؟ أو يمكن أن يدل الله -عز وجل- عباده على فكرة معينة، بحيث تكون هذه الفكرة فيها إفادة مثلا للرزق، أو أي شيء ثان.
لا أقصد أن يلهم الله عباده الدعاء، أقصد أن يلهم الله -عز وجل- عباده بفكرة معينة لمساعدة العبد على فعل شيء سيفيده.
يعني مثلا أن يكون الشخص جالسا، أو أي شيء، ثم تكون هناك فكرة لفعل شيء سيفيده، وبعدها يأخذ بالأسباب بإذن الله -عز وجل-.
وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإن التعبير الصحيح في وصف العبد مع كون فعله مخلوقا للرب، هو التعبير المستفاد من السنة النبوية: أن العبد "ميسر لما خلق له". فالإنسان ليس مخيرا ولا مسيرا بإطلاق، بل فهو ميسر لما خلق له، ففعله وإن كان بقدر الله تعالى؛ إلا أن له فيه مشيئة واختيارا، وراجع تفصيل هذا في الفتاوى: 31883879824422863436660

وأما قولك: ( الحسنة من عند الله): فإن الحسنة والسيئة بتقدير الله، فالله تعالى قد علم الحسنة والسيئة، وكتبهما في اللوح المحفوظ، وخلقهما، وشاءهما، وهذا هو القدر، كما قال تعالى: وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله {النساء:78}، وأما قوله تعالى: ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك {النساء:79}، فالمراد به: أن النعم تفضل من الله على العبد، وأن المصائب والمكاره هي بسبب من العبد بعصيانه، وشرور نفسه. وانظر الفتوى: 393214.

وإذا تبين هذا: فإن سؤالك خاطئ من أساسه، فكل ما يفعله العبد من خير، أو غيره؛ ليس بمجرد إلهام من الله فحسب، أو تهيئة للأسباب فقط، بل الله سبحانه قد علم ذلك، وكتبه وشاءه، وخلقه. وهذا هو حقيقة القدر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة