فسخ الخطبة بسبب كذب المرأة على خاطبها

0 23

السؤال

أنا شاب عمري 30 سنة، أعمل أخصائي تحاليل طبية، خطبت فتاة عمرها 25 عاما من أسرة غير ملتزمة، لكن أبويها يصليان ويصومان، وهي ملتزمة حديثا -منذ سنتين فقط-، وبها من الصفات الحسنة الكثير -من الحرص على الصلاة في وقتها، والذكر، وحفظ القرآن، وتلاوته-، ولها ورد يومي -تلاوة، وذكرا، وصلاة على النبي، وصدقة شهرية، وخلافه-، ولباسها العباءة السوداء، والطرحة الطويلة المسدولة على الصدر، وتريد ارتداء النقاب، لكن أبويها يمنعانها، وتنوي ارتداءه بعد الزواج، كما أنها تفضل الجلوس في البيت، والاهتمام به، لا الخروج للعمل، وقد شجعتني على العودة لحفظ القرآن الكريم؛ رغم انشغالي بالعمل، وأعانتني عليه، وهي تذكرني يوميا بأذكار الصباح والمساء.
نحن مخطوبان منذ شهرين ونصف فقط، وخلال هذه الفترة حفظت ما جزءا من القرآن؛ بسبب تشجيعها لي.
وهي صريحة إلى درجة كبيرة جدا، ولا تكذب، وهذا أفضل ما أعجبني فيها؛ ولذلك سامحتها عندما حكت لي ماضيها؛ لأنها صريحة، وقد تابت، والتزمت، ولأني غير معصوم من الخطأ، فلي ماض؛ رغم أني ملتزم بالصلاة منذ طفولتي، وكنت حافظا أجزاء من القرآن.
وأشارت لي أنه يوجد ما لا أعرفه عنها، وأنها سوف تحكيه لي في الوقت المناسب، وبعد فترة سألتها، فقالت: إنها تخاف من ردة فعلي، وأنها لا تريدني أن أتركها إذا علمت بذلك الشيء، ثم أخبرتني أنها لم تنجح في الجامعة -كما أخبرتني هي وأهلها من قبل-، وأنها لم تتم الدراسة، ولم تحصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية -كما قالوا-، وفصلت بعد رسوبها المتكرر، وأنها كذبت على والديها، وأخبرتهم أنها تخرجت بالفعل، ولم تستطع مصارحتهم برسوبها، وأنها لم ترد أن تكذب علي، ولأنها لا تريد أن تخسرني، كما أنها بررت كذبها على والديها بالخوف من ردة فعلهم التي تعرفها.
أنا في حيرة من أمري الآن، ولا أستطيع أن أقرر: هل أتركها، وأترك كل الصفات الحسنة التي نادرا ما توجد في فتاة هذه الأيام، أم أسامحها، وأتزوجها؛ رغم كذبها علي، وعلى والديها؟
والشهادة الجامعية عندي مهمة جدا هذه الأيام، وتؤثر على مستقبل الأولاد، وعقلي يقول لي: هذه لا تؤتمن، والمسلم لا يكون كذابا أبدا، ومن جانب آخر يقول: هي كذبت بسبب الخوف، وقسوة الأهل عليها، كما أنها هي من اعترفت لي، ولولا ذلك لم أكن لأعلم، فانصحوني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنصيحتنا لك ألا تترك هذه الفتاة، ما دمت ترى فيها صلاحا، وخلقا حسنا؛ فالكمال عزيز، والعاقل يوازن بين الحسنات والسيئات، ويعول على الغالب، ويتغاضى عن الهفوات، لكن ننبه إلى أمرين:

الأول: أن إخبار أحد الخاطبين الآخر بما وقع منه في الماضي من المحرمات، أو سؤاله عنه؛ مسلك مخالف للشرع، والصواب أن يستر العبد على نفسه، ولا يخبر أحدا بمعصيته لغير مصلحة معتبرة، وانظر الفتوى: 117433.

الثاني: أن الخاطب أجنبي من المخطوبة، ما دام لم يعقد عليها العقد الشرعي، شأنه معها شأن الرجال الأجانب، لا يكلمها لغير حاجة، وراجع حدود تعامل الخاطب مع المخطوبة في الفتوى: 57291.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة