السؤال
جزاكم الله خير الجزاء. سؤالي: عندنا إمام المسجد يأمر بالذكر بعد الصلاة من شخص واحد يقرأ بصوت عال للجميع. فهل هذا جائز؟
وكل يوم خميس بعد الصلاة يجمع المصلين، ويبدأ بالصلاة على النبي بصوت عال مع المصلين، ويهزون رؤوسهم.
أنكرت هذا الشيء عليهم بأنه بدعة -والله المستعان-. فاتهمني أني وهابي. فهل تجوز الصلاة خلف هذا الرجل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن ما يفعله ذلك الإمام من أمر شخص واحد برفع صوته بالذكر بعد الصلاة عن جميع المصلين؛ لا شك أنه بدعة في الدين.
وكذا جمع المصلين للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بصوت جماعي، وهز رؤوسهم؛ كل ذلك بدعة في الدين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه؛ فهو رد. متفق عليه. وفي لفظ لمسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا، فهو رد. اهـ.
قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى-: وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم؛ فإنه صريح في رد كل البدع، والمخترعات... وهذا الحديث مما ينبغي حفظه، واستعماله في إبطال المنكرات، وإشاعة الاستدلال به. اهـ ، وراجع الفتوى: 104347.
وأما الصلاة خلف ذلك الإمام؛ فصحيحة، ما دامت بدعته لا تخرجه من الدين، والأفضل أن تصلي خلف إمام خال من البدع والخرافات، وانظر الفتوى: 260449. في الصلاة خلف المبتدع بين الصحة وعدمها، ومثلها الفتاوى التالية أرقامها: 190471، 166021، 65955.
والله أعلم.