السؤال
أحسن الله إليكم.
أنا شاب أريد من فضيلتكم نصيحة لي. هل تنصحونني أن أترك في المستقبل الدراسة والعمل في مجال الطب؛ لوجود محظورات.
فمن المحظورات: المستشفيات فيها خلوة بين الطبيب والمريضة، ولمس المريضات، وكشف للعورات؟
وأيضا ما حكم شاب ملتزم يريد أن يكون طبيب جراحة، لكن في تدريس الجراحة لا بد من ممارسة زراعة الأعضاء، وكشف شيء من البدن لا يحتاج إلى كشفه.
فكيف يتصرف في هذا؟
وما معنى قصر النظر إلى مكان الحاجة؟ هل معناه أن لا يمد نظره، أو معناه هو وجوب تغطية المكان الزائد؟
وتعرفون طبيعة العمل في المستشفيات والبيئة في المستشفيات. فكيف نتجنب الخلوة؟
وأيضا قرأت بعض الفتاوى في موقعكم، لكن ما زال عندي إشكال.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ننصح لك أو لغيرك بترك الدراسة، أو العمل في مجال الطب، فالتخصص في علوم الطب عظيم النفع.
وقد جاء عن الإمام الشافعي -رحمه الله- في شأن الطب: لا أعلم علما بعد الحلال والحرام، أنبل من الطب، إلا أن أهل الكتاب قد غلبونا عليه.
قال حرملة: كان الشافعي يتلهف على ما ضيع المسلمون من الطب، ويقول: ضيعوا ثلث العلم، ووكلوه إلى اليهود والنصارى. انتهى من سير أعلام النبلاء.
لكن الواجب اجتناب المنكرات أثناء الدراسة والعمل، والحرص على مراعاة ضوابط الشرع وآدابه قدر الوسع، وراجع الفتوى: 117361
واحذر من كثرة السؤال والتعمق فيه؛ فإنه مذموم، وكثيرا ما يفتح باب الوسوسة ويزيد من ضررها.
والله أعلم.