السؤال
من ختم على قلبه هل يمكن أن ينجو؟ وكيف ينجو؟ وهل يوجد ذنب لا يغفره الله؟ فأنا كل يوم أدعو الله لكي يهديني، ولم يستجب، فهل أكون ممن كتبهم الله عنده أنهم لن يهتدوا؟ وما طريق الهداية؟ جزاكم الله خيرا.
من ختم على قلبه هل يمكن أن ينجو؟ وكيف ينجو؟ وهل يوجد ذنب لا يغفره الله؟ فأنا كل يوم أدعو الله لكي يهديني، ولم يستجب، فهل أكون ممن كتبهم الله عنده أنهم لن يهتدوا؟ وما طريق الهداية؟ جزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق في الفتوى: 350743، والفتوى: 71473، وهي بعنوان: "الختم على القلب.. معناه.. علاماته.. وعلاجه" جواب صدر هذا السؤال، فنرجو من السائل الرجوع إليهما.
لكن لا بد أن نعرف أنه لا أحد يعرف خاتمته، وما كتبه الله له من سعادة أو شقاوة، فذلك أمر حجبه الله عنا، وأمرنا بطاعته، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه؛ فعلينا أن نسمع ونطيع، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ولا يظلم الناس شيئا.
فترك العمل، واليأس من الهداية، بحجة الختم على القلب؛ من تغرير الشيطان بالعبد، وتثبيطه له عن إدراك رحمة الله التي وسعت كل شيء.
أما الذنب الذي لا يغفره الله تعالى إلا بالتوبة، فهو الشرك به -سبحانه-، كما قال تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما {النساء:48}.
وبخصوص عدم رؤيتك للإجابة سريعا، فلا يلزم منه أنك لن تكون من المهتدين؛ فقد تتأخر الإجابة لحكم عظيمة لا تدركها، وقد يكون التأخر لوجود مانع من موانع استجابة الدعاء، كما تقدم في الفتوى: 275179.
وللمزيد عن آداب الدعاء، وأسباب الإجابة، راجع الفتوى: 119608.
وعن بعض موانع الإجابة، انظر الفتوى: 362866.
فمن وجد في قلبه قساوة، وبعدا عن طاعة الله تعالى؛ فليلجأ إلى الله تعالى، ويكثر من الدعاء، والاستغفار، وليجاهد نفسه على سلوك طريق الهداية، فقد قال الله تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين {العنكبوت:69}.
وراجع المزيد في الفتوى: 439084، وهي بعنوان: "طريق التوبة والهداية والاستقامة".
والله أعلم.