الترهيب من التحريض على النشوز

0 22

السؤال

تزوجت منذ فترة قريبة، وخلال أقل من أسبوع لاحظت بالصدفة في سجل بحث زوجتي وجود موقع إباحي، فحاولت نصحها، ولكنها أنكرت وقالت إنه أحد إخوتها كان يلعب بجوالها، وبعد أيام سجلت له كلمة مرور، فعرفتها، وتابعتها، لأتاكد أنها هي من تفعل هذا، وأثناء التفتيش في الهاتف وجدت رسائل بينها وبين إحدى صديقاتها تحكي لها عن المشاكل الزوجية في بيتها، فكانت تحضها على النشوز، وتهديد أهلها بأنها ستنتحر إذا حاولوا أن يصلحوا بينهما، والآن لا أعرف كيف أتعامل مع الموضوع بعقلانية، فهل تفتيشي لهاتفها حلال؟ أم حرام؟ أرجو المساعدة، لأنني في حالة نفسية سيئة جدا، وغير قادر على التظاهر بأن كل شيء بخير، لأنني فوجئت من تغير تصرفاتها بعد الزاوج.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أنه لا يجوز لك البحث في هاتف زوجتك على حين غفلة منها؛ فإن هذا من التجسس الذي ورد الشرع بالنهي عنه، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة، وهذا ما لم يكن الداعي لذلك ريبة قائمة على قرائن قوية، وليس على مجرد الشكوك والأوهام، وراجع للمزيد فتوانا: 30115.

وإن صح أن زوجتك كانت تحرض تلك المرأة على التمرد على زوجها، والخروج عن طاعته، وأن تهدد أهلها بالانتحار إن سعوا في الصلح، فقد أتت زوجتك بذلك أمرا منكرا؛ فإفساد المرأة على زوجها أمر محرم، كما في الحديث الذي رواه أبو داود عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها.

وهذا الفعل من الكبائر، كما قال الهيتمي في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر:الكبيرة السابعة والثامنة والخمسون بعد المائتين: تخبيب المرأة على زوجها: أي إفسادها عليه، والزوج على زوجته.

 وينبغي أن تناصح زوجتك في هذا الأمر وتبين لها - برفق - خطأ وعظم نكران ما فعلت، وكذلك الحال بالنسبة للبحث عن موقع إباحي، إن ثبت أنها فعلته، هذا مع الدعاء بأن يصلح الله حالها، ويرزقها رشدها وصوابها، فنوصيك بالحرص على تعليم زوجتك أمر دينها، وتربيتها على الإيمان، وأن تكون قدوة صالحة لها في ذلك، فإن الإيمان إذا استقر في القلب أثمر خيرا، وإذا صارت المرأة صالحة راقبت الله عز وجل في تصرفاتها، قال تعالى: فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله {النساء:34}.

قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره: قال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غيبته: في نفسها، وماله. اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى