السؤال
أعمل معلمة أطفال، أدرسهم القرآن مع تأسيسهم، وآخذ راتبا آخر الشهر، وقد يغيب بعض الأطفال لمدة يوم، أو يومين في الشهر لظروف أو غيرها.
الأهل يعطونني راتب الشهر كاملا، ولكنني لم أدرس لهم هذين اليومين بسبب المرض مثلا.
فهل هذا المال حلال: أي أخذي للراتب كاملا بدون خصم اليومين؟
ولو مرضت مثلا لمدة يوم، أو عدة أيام، ولم أعلمهم، مع أنني أعوضهم بتزويد الساعات في الحلقة، وآخذ راتب الشهر كاملا.
هل يحل لي ذلك، أو أرجع للأهل مقابل الحصص التي لم أشرحها؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأنت في هذا العمل تعتبرين أجيرا خاصا، وهو: من قدر نفعه بزمن. وهذا الأجير إذا بذل نفعه للمستأجر، استحق الأجرة.
وعليه؛ فتستحقين أجرة الأيام التي يغيب فيها بعض التلاميذ عن الحصة الدراسية؛ لأنك كنت متوفرة، وباذلة لوقتك، وجاهزة للتدريس، وهم الذين لم يحضروا.
قال النووي في روضة الطالبين: إذا سلم الأجير نفسه، ومضى مدة إمكان العمل، وجب على المستأجر الأجرة. اهـ.
وقال الحجاوي في الإقناع: ويستحق الأجرة بتسليم نفسه: عمل، أو لم يعمل. اهـ.
وأما الأيام التي تغيبين فيها؛ فلا تستحقين أجرتها. وإذا اتفقت مع أولياء أمور التلاميذ على طريقة لتعويض هذه الأيام، كأن تزيدي في زمن الحصة الدراسية، أو أن تقضي هذه الحصص في أيام أخرى؛ فرضي أولياء الأمور بهذه الطريقة في التعويض؛ فلا بأس، ويطيب لك حينئذ أجرك كاملا.
والله أعلم.