السؤال
قمت بأداء العمرة مرتين، بمساعدة أهلي، وأريد العمرة مرة أخرى بعد 6 سنوات على حسابي. ووالدتي قالت بأن الحج أولى، وإن أردت فيمكن مساعدة شخص آخر بمبلغ لأداء العمرة، أو الحج.
مع العلم أنه ليس في استطاعتي، ومصاريف العمرة تعتبر مبلغا كبيرا بالنسبة لي، ومهما ادخرت، فلن أبلغ تكاليف الحج، إلا بعد سنوات، مع العلم أن عمري: 32 سنة، وأيضا ستكون قيمة مدخراتي أقل، وأنا أشعر بالضيق الشديد منذ فترة، وبحاجة للعمرة، لأشعر ببعض الراحة -إن لم يكن الحج-. فهل أنا مذنبة بعدم ذهابي للحج، وتكرار العمرة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فتحصيل المال الذي يكفي للحج ليس واجبا، لأن ما لا يتم الوجوب إلا به ليس بواجب -كما هو مقرر في الأصول-. وانظري الفتوى: 130727.
وعليه؛ فلست بآثمة لعدم ذهابك للحج، ما دمت لا تملكين نفقاته في الحال، ولا يلزمك ادخار هذا المبلغ الذي عندك رجاء أن تجدي في المستقبل ما تكملين به نفقات الحج، لما ذكرناه آنفا من أن السعي لتحصيل المال للحج غير واجب، لذلك لا حرج عليك في إنفاق هذا المال الذي عندك الآن على العمرة، فإن تكرار العمرة فعل حسن، وزيادة في الطاعة، فليحرص المرء على ذلك متى توفرت شروطه، وتيسرت وسائله، فقد قال صلى الله عليه وسلم: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. رواه البخاري.
وقال أيضا: تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد. رواه أحمد، والنسائي. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى: 111387.
والله أعلم.