طلب الطلاق بسبب عدم إنفاق الزوج على البيت

0 15

السؤال

سؤالي عن البخل.
أنا متزوجة، وعندي أربعة أطفال، وأعيش في بلد أوروبي يعطي مساعدات مالية لكل طفل. هذه الدولة تعطي مساعدات أيضا للذين لا يعملون. في البداية كان زوجي لا يعمل، وكنا نعيش على هذه المساعدات، علما أن كل شيء في حسابي البنكي، بحكم أني صاحبة جنسية هذا البلد.
وبعد ذلك عمل زوجي، لكن كل مصروف البيت من إيجار، وفواتير الكهرباء والغاز، زيادة على الأكل والشرب من حسابي: أي من المساعدات. علما أن المساعدات أصبحت تقتصر على منحة الأطفال فقط؛ لأنه يعمل.
مع مرور السنوات، وغلاء المعيشة، وقد كبر الأولاد؛ أصبحت هذه المساعدات لا تكفينا، وهو لا ينفق علينا من ماله إلا النادر، وأنا كل يوم أقول له إنه مقصر في حقنا، وواجب الرجل الإنفاق على بيته، لكن لا حياة لمن تنادي. زيادة على ذلك فهو لا يهتم بنا، فهو ليس حنونا، ولا أسمع من فمه كلمة طيبة، ولا يجبر خاطري. وأصبحت المشاكل دائما في البيت، وهناك صوت عال، والبنات تعبن من المشاكل، ودائما نعيش مثل الفقراء. البنات أصبحن يقلن بعد ما رأين من أبيهن كل الإهمال وعدم الاهتمام: لن نتزوج أبدا.
بعد عشرين سنة تعبت. فهل بخله هذا سبب شرعي للطلاق، علما أنني بعد الطلاق سآخذ منحة عدم العمل، زيادة على منحة الأطفال؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكرت من تقصير زوجك في النفقة الواجبة لك عليه، ولم يكن يعاشرك بالمعروف. فلا حرج عليك في سؤاله الطلاق، أو الخلع، ولا يلحقك الوعيد المذكور في قوله -صلى الله عليه وسلم-: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنة.

  قال المناوي -رحمه الله- في شرح الجامع الصغير: أي: في غير حال شدة تدعوها لذلك. انتهى.

وقال السندي -رحمه الله- في حاشيته على سنن ابن ماجهأي: في غير أن تبلغ من الأذى ما تعذر في سؤال الطلاق معها. انتهى.

لكن الطلاق في الأصل مبغوض شرعا؛ فلا ينبغي أن يصار إليه إلا عند تعذر جميع وسائل الإصلاح.

وإذا استطاع الزوجان الإصلاح، والمعاشرة بالمعروف، ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات، والتنازل عن بعض الحقوق، كان ذلك أولى من الفراق، وانظر الفتوى: 94320

فنصيحتنا لك؛ أن تصبري، وتتفاهمي مع زوجك، وتذكريه بما يجب عليه من المعاشرة بالمعروف، وتبيني له ما ترتب على تقصيره في ذلك من الأثر عليك، وعلى أولادك.

ومن جهة أخرى: ينبغي أن تنظري إلى الجوانب الحسنة في صفات زوجك وأخلاقه، وأن تتذكري أن الحياة الزوجية -في الغالب- لا تستقيم إلا بالصبر، والتغاضي عن الهفوات، والصفح عن الزلات، وأن افتراق الزوجين له آثار خطيرة على الأولاد، لا تعالجها الأموال والعطايا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة