أنا مهندس، أعمل لدى إحدى المؤسسات في مجال المقاولات. طلبت مني المؤسسة استئجار سكن لي، وللعمال، بحيث يكون قريبا من موقع العمل.
فقمت باستئجار إحدى الشقق السكنية لي، وللعمال، وبعد فترة من الزمن انتقلت للعمل في مكان آخر، وتركت الشقة يسكن بها العمال،
وبعد انتهاء العمل، وخروج العمال من الشقة صارت هنالك مبالغ مالية، لم تقم المؤسسة بتسديدها لصاحب الشقة، فأصبح لصاحب الشقة علينا مبالغ مالية
لم تسدد بعد. وبما أن صاحب الشقة لا يعرف أحدا سواي اتصل بي، وطالبني بالمبلغ المتبقي، فقلت له: إن هذه شقة مستأجرة من قبل المؤسسة، وليست باسمي الشخصي، مع العلم أننا لم نقم بكتابة العقد، وإنما أنا الذي استأجرتها، فاتصلت على مدير المؤسسة، وطالبته بدفع متبقي الإيجار، فاصبح يماطل، ويماطل،
ولم يسدده إلى الآن، وأريد أن أبريء ذمتي أمام الله. هل علي ذنب في هذا الموضوع؟ وهل يجب علي أنا تسديد هذا المبلغ المالي؟
مع العلم أن هذه الشقة استأجرتها بطلب من مدير المؤسسة، ومع العلم -أيضا- أنني قمت بإرسال رقم صاحب المؤسسة؛ ليتواصل معه صاحب الشقة،
فتواصل معه، ورفض صاحب المؤسسة أن يعطي صاحب الشقة أي مبالغ مالية إلى الآن.
فما الحكم في ذلك؟ هل أنا أقوم بتسديد هذه المبالغ المالية؛ لأن صاحب الشقة يريدها؟
ولكم جزيل الشكر.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنت ذكرت لصاحب الشقة أنك تستأجرها لمؤسستك لا لنفسك، وأنك مجرد وكيل عنها، فالمطالبة إنما تكون للمؤسسة.

وأما إن كنت لم تبين له ذلك في العقد، وإنما استأجرتها منه دون ذكر المؤسسة، فله مطالبتك بمبلغ الإيجار، ويلزمك سداده إليه، ولك أن ترجع بما دفعت على مؤسستك التي وكلتك في الأمر.

وانظر تأصيل ذلك في الفتوى : 216463 .

والله أعلم.