السؤال
هل يجوز للزوج إحضار قطط للمنزل، وإجبار الزوجة على الاعتناء بها، مع العلم أن القطط مسؤولية متعبة، خاصة إذا كانت أكثر من واحدة،
وتسبب اتساخ المنزل بكثرة.
فهل تأثم الزوجة إذا رفضت، أم ليس لها الحق في ذلك؟ مع العلم أن الزوجة لا تريد القطط في المنزل، ولكن الزوج يريدها، ويحبها.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن إحضار الزوج للقطط في منزله لا مانع منه شرعا من حيث الأصل، وانظري الفتوى: 2024
لكن إن كانت القطط مؤذية، ويترتب على وجودها في البيت ضرر على الزوجة، فليس للزوج إحضارها للمنزل حينئذ، ففي سنن ابن ماجه عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا ضرر، ولا ضرار.
ولأن من حق الزوجة ألا يكون عليها ضرر في السكن، قال ابن نجيم -رحمه الله- في البحر الرائق شرح كنز الدقائق: والزوج مأمور بإزالة الضرر عن المرأة. انتهى.
وأما من ناحية الزوجة فإن كانت العناية بالقطط لا تشق عليها، فينبغي أن تفعل من ذلك ما أمكنها، نزولا عند رغبة زوجها، وبرا به؛ لما في ذلك من حسن العشرة، واستجلاب الألفة، والمحبة، ولكن ليس للزوج إجبارها على ذلك؛ لأنه لا خلاف بين أهل العلم في عدم وجوب طاعة الزوج في مثل هذا.
قال القرطبي -رحمه الله- في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: وقولها: (فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مؤونته. . .) إلخ الكلام؛ فيه ما يدل: على ما كانوا عليه من تبذل المرأة في خدمة زوجها، وبيته، وفرسه، وإن كانت شريفة. لكن هذا كله فعلته متبرعة بذلك مختارة له، راغبة لما علمت فيه من الأجر، والثواب، وعونا لزوجها على البر والتقوى. ولا خلاف في حسن ذلك، ولا في أن كل ذلك ليس بواجب عليها؛ إذ لا يجب عليها أن تخرز الغرب، ولا أن تخدم الفرس، ولا أن تنقل النوى، وإنما اختلف في خدمة بيتها من عجن، وطبخ، وكنس، وفرش. انتهى.
وانظري الفتوى: 50343.
والله أعلم.