من إعراض العبد عن الله تركه للصلاة

0 324

السؤال

الصلاة هي صلة العبد بربه فمن تركها فقد ترك صلته بربه، فهل يترك الرب صلته بعبده رغم أن هذا العبد ترك صلته به وهل يعتبر الرزق بكل أنواعه مثلا صلة الله بعبده، وإن كان هذا الأخير تاركا لصلته به أو كان كافرا به حتى والعياذ بالله؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الصلاة صلة بين العبد وربه، وهي عماد الدين وثاني أركانه العظام، وبها يتميز المسلم عن الكافر، وتاركها على خطر عظيم، ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة. وروى الترمذي وقال حسن صحيح، عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر.

بل ذهب جمع من أهل العلم إلى أن تارك الصلاة كافر ولو كان تركه لها تهاونا مع إقراره بفرضيتها، فكيف يجرؤ المسلم أن يعرض نفسه لهذا الحكم الخطير، الذي عاقبته الخلود في جهنم؟ أم كيف يرضى الإنسان أن يقطع الصلة بينه وبين ربه؟ فلا يبالي الله تعالى بأي واد هلك، فقد قال الله تعالى:  نسوا الله فنسيهم  [التوبة:67]، ولا شك أن الله تعالى يعرض عن العبد ويكله إلى نفسه إذا العبد أعرض عنه، ومن إعراض العبد عن الله تركه للصلاة.

وقد روى ابن ماجه عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: من جعل الهموم هما واحدا هم آخرته كفاه الله هم دنياه ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك. 

أما الرزق فقد يرزق الله تعالى الكافر والفاسق استدراجا له لا حبا له، ولذلك أنكر الله على من جعل المال علامة على كرامة الله للعبد وعدمه على إهانته له فقال الله تعالى: فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن*  وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن [الفجر:15-16]، وفي مسند أحمد عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون [الأنعام:44].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة