أنا ابن من عائلة مؤلفة من ثمانية أفراد. المشكلة هي في علاقة أبي وأمي، وأيضا مع الأبناء ببعض الأمور.
دائما ما تحصل المشاكل بينهما سواء بسبب تدخل عائلي خارجي، أو بسبب أمور حياتية، أو في تربية الأبناء بأسباب مثل الضرب المبرح لأختي أو أخي من قبل أبي بدافع التأديب، مع أنني أرى أن هذه ليست أصلا طريقة صحيحة، وقد تعرضت أنا وأخي الأكبر لكل هذا، ولكني أسامح أبي في كل ما فعل تجاهي، مع أنه لم يقصر معي بشكل عام.
أمي تشكوا لي أن أبي لا يعطيها حقوقها، ويعاملها بقسوة وإلخ ذلك. وقد حدث كثير من المواقف من السب والشتم لأهلها، وأيضا إذلالها في بعض الأمور المعيشية، مع العلم بأننا نعيش في منزل كبير، والحمد لله لا ينقصنا شيء، ولكن يوجد عدم رضا من طرف أمي في كثير من الأمور، وأنا لست مكانها حتى أعرف ما تحس به، وأشعر بأن طريقة أبي في التصرف ليست الأمثل أو الصحيحة في كثير المواقف.
وهنا نأتي لناحية أبي حيث إن أمي تهجره كثيرا ولا توجد بينهما تلك المودة، وهو دائما يحتج بكثير من الأسباب لتصرفاته بأن أمي تربيتها ليست صحيحة، وأنها تحرض الجميع ضده. وأنه يخطئ ثم يقول أنا لم أفعل شيئا، وإن تعقدت الأمور يغضب ويعود لافتعال المشاكل.
وهناك مشكلة أخرى أن أمي تخطئ تجاه أهل أبي ولا تحبهم، وهذا يغضب أبي كثيرا.
فأرجو من الله أولا، ثم منكم إعانتي في أمري هذا، مع العلم أنهما على وشك الطلاق، ولا أريد للشيطان أن يصل إليهما أكثر من هذا.
فما الحل؟
وجزاكم الله خير الجزاء.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنصيحتنا لكم أن تسعوا للإصلاح بين الوالدين، ولو اقتضى الأمر أن تدخلوا بعض العقلاء من الأقارب أو غيرهم من الصالحين، ليتعرفوا على أسباب الخلاف بينهما، ويجتهدوا في نصيحتهما بالمعاشرة بالمعروف والوقوف عند حدود الله، ويبينوا لهما أن الإصلاح والمعاشرة بالمعروف خير من الطلاق.  وراجع الفتوى:160089

 وعليهم أن يبينوا للوالد أن ضرب الأولاد ضربا مبرحا؛ لا يجوز مطلقا، وأن ضرب التأديب -غيرالمبرح- ينبغي أن يكون آخر وسيلة للتأديب، والأصل استعمال الوسائل الأخرى من التوجيه بلين ولطف، والزجر بالقول عند الحاجة إليه، أو الحرمان أحيانا مما يحب الولد، وغير ذلك من الوسائل التي يذكرها علماء التربية،  فهذه الوسائل أبلغ أثرا، وأقل ضررا.

ويراعى في الضرب -عند الحاجة إليه- ضوابط سبق بيانها في الفتاوى: 119808، 24777 ، 80504 ‏‎

ونصيحتنا لك أن تجتهد في الدعاء لوالديك وإخوتك، وتسأل الله أن يصلح بينهم، ويهيئ لهم من أمرهم رشدا.

والله أعلم.