مصادقة أهل العصيان أذى ووبال

0 284

السؤال

أنا شاب ملتزم منذ خمس سنوات وبعد مرور سنة أصبح زملائي الصالحون يعاملونني معاملة سيئة حتى أنهم إذا أرادو أن يذهبوا إلى رحلة لا يدعونني إليها وإذا كان هناك مناسبة يجتمع فيها الصالحون لا يخبرونني بها ولا أدري لماذا ولاأعلم أني أخطأت عليهم بكلمة بالعكس من ذلك كنت أعاملهم معاملة حسنة وبعد مرور خمس سنوات على هذه الحالة إنتقلت إلى مدينة أخرى وبعد مرور 4أشهر اشتقت إليهم وسافرت وعندما وصلت رحبت بهم ولكن نفس المشكلة لم تتغير فرجعت مكسور النفس وعندما رجعت كان في البلدة التي أنا فيها إخوة يعاملونني معاملة حسنة أفضل من أولئك الصالحين وأنا لا أقصد جميع الصالحين وإنما أقصد الذين أعرفهم ولكن هؤلاء الزملاء غير ملتزمين ولكن معاملتهم تجذبني إليهم فقررت أن أصاحبهم وأترك أولئك الصحبة وقررت أن أحلق اللحية وأمشي مع الصحبة غير الملتزمة مع العلم أني إذا أعفيت اللحية لا يعني ذلك أني أترك الواجبات وأفعل المحرمات بل أنا محافظ على الواجبات من قبل أن ألتزم وهاأنا قررت حلق اللحية فما رأيكم أفيدونا جزاكم الله .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتأثير الصديق على صديقه شيء أثبته الشرع وحكم به الواقع، ولهذا ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا عجيبا للصاحب الصالح والصاحب السيء فقال: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة. متفق عليه.

فاحذر أخي من مصاحبة هذه الرفقة السيئة التي بدأ تأثيرها يتضح  عليك بسرعة، ولا يغرنك تبسمهم في وجهك وملاطفتهم لك، فإن ذلك كله من باب الإغواء والكيد الخفي حتى يوقعوك في حبائل الشيطان معهم فتخسر ديناك وأخراك وتذكر ندامة ذلك الخل يوم القيامة على مخالته لذلك الفاجر الذي أغواه: [ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا] (الفرقان: 27-29).

ولمزيد من الفائدة عن شر مصادقة أهل العصيان راجع الفتوى رقم: 9163.

ومن هنا نؤكد عليك مرة أخرى وننصحك بترك صحبة هذا النوع من الناس، بل عليك أن تبحث عن أناس من أهل الخير والفضل والصلاح يعينونك على الحق والصبر عليه، وليس ذلك حكرا على جماعة بعينها.

وبخصوص ما تشكوه من تجافي من تعرفت عليهم من الطيبين وما لاحظته عليهم من عدم إظهار الود نحوك فقد يكون ذلك من غير تعمد منهم ولا قصد، إذ الأصل أن تحمل أحوال المسلمين على السلامة وخاصة لمن علم منه الفضل، ومع هذا فلا مانع من أن تبدي شكواك لبعضهم إن كان الحامل على ذلك هو حبهم في الله والصحبة فيه.

وفي الأخير إياك ثم إياك من أن تحلق لحيتك، فالرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر بإعفائها، وكان من الأولى لك ولأمثالك من المستقيمين أن يجروا أصدقاءهم إلى الاستقامة والالتزام، لا أن ينجروا هم إلى أهل الفساد.

والله أعلم. 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات