السؤال
هل يجوز أن أصلي الثلث الأخير من الليل قبل صلاة الفجر بنصف ساعة أو ساعة ونصف، السؤال الثاني: هل يستجاب الدعاء أكثر بعد قراءة القرآن أو لا، وأرجو أن تجيبوا على أسئلتي؟ وجزاكم الله خيرا.
هل يجوز أن أصلي الثلث الأخير من الليل قبل صلاة الفجر بنصف ساعة أو ساعة ونصف، السؤال الثاني: هل يستجاب الدعاء أكثر بعد قراءة القرآن أو لا، وأرجو أن تجيبوا على أسئلتي؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فثلث الليل الآخر وقت فاضل من الأوقات التي تظن فيها استجابة الدعاء، فهو وقت التنزل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له. متفق عليه، وهذا لفظ البخاري.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل، وقال أبو معاوية محضورة. رواه مسلم وغيره.
وفي عون المعبود شرح سنن أبي داود: مشهودة أي تشهدها الملائكة وتكتب أجر المصلين. انتهى.
وطريقة معرفة الثلث الأخير من الليل سهلة، وهي أن تقسم ساعات الليل من غروب الشمس إلى طلوع الفجر على ثلاثة، فآخر قسم هو ثلث الليل الأخير، وأي ساعة من هذا الوقت قام المرء فإنه يدرك هذه الفضيلة بفضل الله تعالى، وقراءة القرآن عبادة عظيمة وثوابها جزيل، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه. رواه مسلم وغيره.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف. رواه الترمذي وغيره.
ويستحب الدعاء بعد تلاوة القرآن خصوصا عند الختم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرءوا القرآن وسلوا الله به، قبل أن يأتي قوم يقرؤون القرآن فيسألون به الناس. صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير.
وكان بعض السلف الصالح من هذه الأمة يجتهدون في الدعاء عند ختم القرآن لما يرون من مظنة استجابة الدعاء هناك، وللمزيد عن هذا الموضوع راجع الفتوى رقم: 18685.
وعليه فمن المستحب الدعاء بعد قراءة القرآن وأن ذلك من مظنة استجابة الدعاء لأمره صلى الله عليه وسلم بالدعاء بعده، والله تعالى أمر عباده بالدعاء ووعدهم بالاستجابة، قال الله تعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون [البقرة:186].
والله أعلم.