ليس للعامل حق في غير أجره الذي وقع عليه العقد

0 177

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله سيدي فضيلة الشيخ أعمل في إحدى الشركات وأبذل قصارى جهدي في الحفاظ على الأمانه التي حملتها ولكن هذه الشركة لا تعطيني حقي الذي يتناسب مع الجهد الكبير الذي ابذله بل على العكس فهناك بعض العاملين في الشركة ممن عملوا بعدي بخمس سنوات تزيد رواتبهم عن راتبي علما بأن وظيفتهم هي قراءة الجريدة وشرب القهوة وغير ذلك والأهم يا سيدي أن لي زميلا أعمل أنا وهو بنفس الوظيفه وأنا أقدم منه بسنتين وأنا من قمت بتدريبه على العمل ومؤهلي العلمي أعلى منه بكثير ومع ذلك فإن راتبه يزيد عني بما يقارب تسبة 15 بالمائة وقد طلبت زيادة راتبي إلا أنهم رفضوا حتى إنهم في إحدى المرات فصلوني من العمل لولا تدخل بعض الزملاء من المقربين من المدير وسؤالي هو في ظل هذه الظروف وهذا الظلم وهذا الكبت والقهر الذي أنا فيه هل يحق لي أن آخذ حقي الذي يأكلونه وهو من وجهة نظري الفرق بين راتبي وراتب زميلي بنفسي ودون الرجوع إلى الإدارة علما بأن وظيفتي تمكنني من الحصول على أي مبلغ أشاء ولكنني لا أريد إلا المال الحلال والحفاظ على الأمانه التي أحملها وأن لا يضيع حقي ولكم جزيل الشكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العامل ليس له حق في غير أجره الذي وقع العقد والاتفاق عليه، قليلا كان أو كثيرا.

لقوله تعالى: [يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود] (المائدة: 1).

وقوله صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه أبو داود. فمن رضي بأن يعمل ولو بدرهم واحد فعليه أن يقتنع به، ولا يمد يده إلى غيره، وكون الطرف الآخر أمواله كثيرة أو ظالما أو يعطي من هو دونك أكثر مما يعطيك كل ذلك لا يسوغ سرقة ماله، ولا أخذ شيء منه إلا برضاه، كما أن سرقة الآخرين وتعديهم على مال الغير أمور لا تسوغ للمسلم أن يكون مثلهم؛ بل الواجب في حق المسلم هو التقيد بالتكاليف الشرعية أمرا ونهيا، أحسن الناس أم أساءوا.

ففي سنن الترمذي من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا إمعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا.

ويمكنك أن تشكو من لا يجعلك أسوة بغيرك من الموظفين إلى من هو أعلى منه لكي ينصفك ويعطيك ما يناسبك.

نسأل الله عز وجل للجميع التوفيق والهداية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة