حكم خروج المرأة للتعلم داخل المدينة من غير محرم

0 5

السؤال

أنا فتاة في الرابعة والعشرين من عمري، فقدت والدي -رحمه الله- وأنهيت دراستي الجامعية، ثم التحقت بحلقات تحفيظ القرآن في المسجد القريب من منزلنا، والذي يبعد حوالي عشر دقائق سيرا على الأقدام. لا أذهب إلى أي مكان آخر، ولا أخرج إلا لحاجات ضرورية.
مؤخرا، طلب مني أخي أن أتوقف عن الذهاب إلى المسجد، ومنعني من تعلم القرآن، متذرعا بأن الطريق مليء بالمحلات والشباب الذين قد يتحدثون عني. على الرغم من أنني ألتزم باللباس المحتشم، وأتبع جميع الضوابط الشرعية لخروج المرأة، لكنه يرى أنني يجب أن أذهب فقط برفقة محرم، ولا يحق لي الخروج بمفردي.
المشكلة أن المحارم غير متاحين دائما في وقت دراستي في المسجد، وأخي الذي يمنعني ليس الأخ الأكبر، ولا يملك أي حجة سوى خوفه من كلام الناس. أنا لا أقوم بأي شيء يثير الشبهات أو يدعو الناس للتحدث عني، كما أنني لست مسؤولة عن سوء أخلاق الآخرين أو افتراءاتهم.
سؤالي: هل موقف أخي صحيح؟ وهل يلزمني اصطحاب محرم عند الذهاب إلى المسجد لتعلم القرآن؟ وهل أعتبر مخطئة إذا واصلت الذهاب إلى المسجد بدلا من الاكتفاء بالدراسة في المنزل؟ وما نصيحتكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان الطريق بين منزلك والمسجد مأمونا، فليس لأخيك أن يمنعك من مدارسة القرآن في المسجد، لا سيما وقد ذكرت أنك تخرجين إليه في حجابك، وملتزمة بسائر الآداب الشرعية، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة في المسجد، فقيل لها: لم تخرجين وقد تعلمين أن عمر يكره ذلك ويغار؟ قالت: وما يمنعه أن ينهاني؟ قال: يمنعه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تمنعوا ‌إماء ‌الله مساجد الله. رواه البخاري ومسلم.

ولا يشترط لجواز خروج المرأة داخل القرية أو المدينة وجود محرم، إنما يجب المحرم للسفر.

وأما ما يذكره أخوك من أن الطريق إلى المسجد بها محلات يبيع فيها الرجال، وقد ينظرون إليك، فلا يعد سببا لمنعك من دروس تعلم القرآن الكريم في المسجد؛ إذ الحاجة تدعو للمرور على هذه المحلات، ولا سبيل لتحاشي المرور عليها، كما أن مجرد مرور المرأة في حجابها على الرجل لا حرج فيه.

وللفائدة انظري الفتاوى: 377899، 26957، 338014، 185825.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات