السؤال
كنت لا أصلي، وأعمل في التداول (فوركس)، واشتريت ناديا صغيرا. وبعد ذلك تبت إلى الله -الحمد لله-. وأنا الآن، بعد التوبة، أرغب في بيع النادي. فما الذي يجب أن أفعله بأموال بيع النادي؟ وهل يجوز الانتفاع بجزء قليل منها لشراء كتب دينية، والتصدق بالباقي؟ وإذا كان ذلك جائزا، فهل أحصل على أجر من الكتب التي تشترى بهذا المال؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله تعالى الذي من عليك بالتوبة قبل أن يدهمك الموت، وأنت مقيم على هذه المعصية العظيمة، وهي ترك الصلاة، فإن تركها من أكبر الكبائر، وتاركها مختلف في إسلامه، وتركها أعظم إثما من الزنا، وقتل النفس التي حرم الله. وانظر الفتوى: 346477.
وبخصوص التداول عبر الفوركس، فلم يتبين لنا هل كنت تتجنب المحاذير الشرعية في معاملاتك أم لا؟ وعلى كل حال؛ إن كنت لا تتجنب المحاذير الشرعية في تداولك، وتيقنت من أن كسبك حرام، فعليك التخلص مما اكتسبته بطريق محرم، بدفعه للفقراء والمساكين، أو في المصالح العامة للمسلمين، ولا يلزمك بيع النادي، ولو كنت اشتريته بما اكتسبته من تلك التجارة، لتعلق الحرمة بذمتك لا بعين ما استهلكت فيه ذلك المال. وانظر الفتاوى: 257806، 485833، 66661.
هذا، ولا يجوز لك أن تنتفع بالمال الذي كسبته من حرام، ولو بشراء الكتب الشرعية، إلا أن تكون محتاجا لهذه الكتب في تعلم الدين الواجب، وكنت فقيرا لا تقدر على شرائها بمال حلال. وانظر الفتوى: 174467.
فإذا جاز لك شراء هذه الكتب الشرعية، بالشرط المذكور آنفا؛ فإنك تؤجر على شرائها؛ لأنها سبيل لتعلم شرع الله تعالى، ومعرفة السبيل الموصلة إليه.
والله أعلم.