الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم شراء كتب العلم من مال ربوي

السؤال

أمي كان لديها دفتر ربوي وتريد أن تتخلص من المال الربوي، فهل يجوز أن آخذ هذا المال وأشتري كتب علم شرعي، لأنني أطلب العلم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت أمك في نيتها التخلص من المال الربوي المحرم، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ { البقرة: 278ـ 279}.

ولا تتم توبتها إلا بالندم على ما سلف من تعاملها بالربا والكف عنه والعزيمة ألا تعود إليه مع التخلص مما اكتسبته من فوائد ربوية محرمة، وسبيل التخلص منها هو أن يصرف في مصالح المسلمين ويدفع إلى الفقراء والمساكين، وليس لها أن تصرف منها على نفسها أو عيالها إلا إذا كانوا فقراء فيأخذون بقدر حاجتهم، قال النووي في المجموع: وله ـ أي حائز المال الحرام ـ أن يتصدق به على نفسه وعياله إن كان فقيرا، وله أن يأخذ قدر حاجته، لأنه أيضا فقير.

وعليه، فليس لك الأخذ من تلك الفوائد الربوية ولو لشراء كتب العلم، إلا أن تكون فقيرا محتاجا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني