السؤال
أنا شابة في مقتبل العمر تخرجت حديثا وأعمل حاليا في إحدى أسلاك الدولة مشكلتي تكمن في رفض خطيبي عمل المرأة ويدعي أن العمل ينحصر في رعاية الزوج والأولاد، ولكن أهلي يرفضون ذلك ويصرون على جعل العمل شرطا لإتمام الزواج به بحجة أنه لا يملك سكنا خاصا به أنقذوني أنا حائرة لا أريد أن أخسر وأعصي والدي ولا أريد أن أخسره نظرا لما يمتاز به من خلق ودين هل أطيع والدي أم زوج المستقبل إن شاء الله تعالى، مع العلم بأنني أعمل في مكان محترم وقليل الاختلاط؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن طاعتك لوالديك مقدمة على طاعة خطيبك؛ بل ليس عليك الطاعة لخطيبك فهو رجل أجنبي عنك لا علاقة له بك، وأما يخص العمل فالذي نراه أن الأمر يتعلق بحال العمل فإن كان عملك لا يترتب عليه محذور شرعي من خلوة أو غير ذلك من المحذورات فلا مانع أن تبقي فيه وتطيعي والديك في ذلك، ولأن مجرد وجود الرجال في مكان العمل بدون خلوة ولا ملامسة ولا انبساط بين الرجال والنساء ليس ممنوعا، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في المجموع: وقد ثبتت الأحاديث الصحيحة المستفيضة أن النساء كن يصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده خلف الرجال، ولأن اختلاط النساء بالرجال إذا لم يكن خلوة ليس بحرام. انتهى.
وأخبري خطيبك أنك متى صرت زوجة له فإن حقه حينئذ في الطاعة مقدم على أبويك، فإن أمرك حينها بترك العمل فستتركينه، ولست حينئذ عاصية لوالديك بطاعتك لزوجك.
أما إن كان العمل فيه اختلاط محرم كخلوة أو مس أو غير ذلك فلا يجوز لك البقاء في هذا العمل لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وفق الله الجميع لطاعته.
والله أعلم.