تزوج من أخرى وهجر زوجته وترك لها تربية الأولاد

0 384

السؤال

أفيدوني أفادكم اللهأنا زوجة وأم لأربعة أطفال وزوجي تزوج علي من زوجة أجنبيه ولكي يهاجر معها إلى بلادها قام بارتكاب عدة أخطاء في حقي منها أنه أخذ بطاقتي بحجة أنه يريدها معه لاستخراج بعض الأوراق التي تخصني بعد عودتنا من الخارج واتفق مع ساعي البريد وأعطى له فلوسا أمام عيني بحجة أنه في انتظار أوراق تأتيه من خارج البلاد يريد ساعي البريد أن يسلمها له وفي ذلك الوقت أنا لم أكن على علم أنه متزوج وأن زوجته أحضرها وتعيش معه في بلدته وكان يسافر لها بحجة أنه يسافر ليرى والدته وفي ذات يوم وجدت ساعي البريد يحضر لي خطابا من هيئة حكومية ويريدني أن أوقع على الخطاب وطلب مني التوقيع بنفسي فوقعت على الخطاب وفتحته فوجدت ورقة بداخله مفادها أن زوجي طلقني طلاقا رجعيا وأنه تزوج من امرأة أجنبية وطبعا هذا الخبر نزل علي كالصاعقة وأصابتني حالة من الذهول وأول تصرف فعلته أنني ناديت على أخي وأعطيته الورقة وأنا في انهيار نفسي شديد واتصلت على زوجي لكي أسأله عن سبب الطلاق وخاصة أنه كان يبيت معنا قبلها بيوموفوجئت باستهتاره للموقف وضحكه الشديد بالرغم من سوء حالتي النفسية في ذلك اليوم وقال لي بكل سهولة يا خائبة وهو يضحك في التليفون أنا عندما أحضر سوف أفهمك كل شيء وحضر في نفس اليوم وهو على نفس الحالة من الضحك وأنا على حالتي من الذهول والبكاء وقال هذه أوراق صورية وأصنعها فقط للسفر إلى الخارج وأنا غير متزوج وهذا الزواج حدث فقط في البلد الذي كنا فيه ثم طلقتها وهي عادت إلى بلادها ولكن أنا أخذت الأوراق هذه وسجلتها فقط لإمكانية السفر إلى الخارج وتشاجر معي بسبب إعطائي ورقة الطلاق لأخي وتشاجر معي لأنني ذكرت لأخي هذا الكلام وطلب مني إحضار الورقة من أخي وطبعا أنا صدقته في كلامه وبالفعل سحبت الورقة من أخي وأخذت وعدا من زوجي أنه سوف يردني وطبعا أنا اضطررت إلى السكوت من أجل أبنائي بالرغم من تعبي النفسي بسبب تلاعبه بعواطفي واستهتاره بي إلى هذه الدرجة وبعد سحبي للورقة من أخي أخذها مني زوجي وأصبح كل يوم يراوغني في ردي ويقول هذا طلاق صوري فقط وطبعا أنا لم أسترح له وصممت على ردي رسميا وفي ذات يوم سافرت معه لعمل الأوراق من بلدته وفوجئت ببعض الأشياء في شقتي التي توجد هناك في بيت أهله وهذه الأشياء تخص امرأة أخرى وعرفت من بعض الناس هناك أنها كانت موجودة منذ شهر أي بنفس التاريخ الذي جاءت فيه الورقة فزادت حالتي سوءا وطلبت منه أن أغادر المكان فورا فلم يطعني وتشاجرنا معا لدرجة أنه رفع على عنقي السكينة ومنذ ذلك اليوم وهو سقط من حياتي كزوج وأصبحت أكرهه كل الكره المهم أنه أخذني إلى المأذون الذي قام بعمل ورقة الطلاق الصورية لكي يردني وهناك حاول معي كثيرا أن لا أصنع قسيمة الزواج لردي ولكن أنا صممت أن تعمل لي ورقة وبالفعل قام المأذون بعمل بعض الأوراق ومضيت عليها وقال لي المأذون سوف أرسل لك ورقتك وبعد مدة اتصل بي المأذون وقال أنا سوف أعطي الورقة لزوجك ليوصلها لك وبالفعل أعطاها له ولكن زوجي رفض تسليمي الورقة وظلت معه وفي يوم من الأيام أحضر زوجته وعاشت معه في بلدته لمدة عام وفي يوم من أيام فوجئت به يقول أنه مسافر إلى نفس البلد الذي كنا فيه للبحث عن عمل بعد يومين وطبعا سافر وأخذ معه زوجته ولكنني علمت أنه سافر إلى موطن زوجته وظل لمدة نصف عام يكذب علي ويقول أنه في نفس البلد الذي كنا فيه المهم أنه هاجر إلى موطن زوجته وأن ورقة إثبات أنه زوجي معه وأظن أنها لم تسجل رسميا لدى الحكومة وطبعا ترك لي تربية الأولاد ويعلم الله أنني أتعب كثيرا في تربيتهم ولا أريد شيئا منه سوى أن يعتقني لوجه الله فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ويعلم الله مدى الحزن الموجود بداخلي وأريد الانفصال منه ولكنه يقول أنني لو سعيت لطلب الطلاق سوف يدوخني بالمحاكم وسوف يأخذ الأولاد مني ماذا أصنع أفيدوني؟ وخاصة أنني دائما في حالة حزن شديد بسبب الذي حدث معي وخاصة أنني خدمته كثيرا في بلاد الغربة فكنت أعطي الدروس وأسلمه النقود في يده وكنت أسهر الليالي بعد عناء طوال اليوم لأكتب له أوراقا على الألة الكاتبة وعلى الكمبيوتر لمدة عشر سنوات وهو ينام بجانبي في الغرفة وأنا أسهر للصباح لكتابة الأوراق له لأنه كان يحضر دراسات عليا ثم الماجستير ثم الدكتوراة ولم أصنع معه أي سوء ولكنه كان دائم الشجار معي بسبب أنه كان يريد أن يتزوج ماذا أصنع وأنا أحس دائما الآن أنني لا أريد الارتباط بهذا الشخص لأنه أتعبني كثيرا وأدخل علي حزنا شديدا واستهتر بمشاعري كإنسان وأظن أن الله لا يحلل هذا وأظن أن الله لا يرضى بالظلم لعباده وهل يعيش إنسان يتمتع بالحياة ويترك زوجة تربي أربعة أطفال ويهاجر ويتركهم بدون تربية وبدون مراعاة الله فيهم إنهم أنفس تريد الحنان من الأب والأم وتريد أن تحس بالأمان وأين تربية الأبناء الإسلامية التي فرضها الله عز وجل هل حب الشهوات من النساء يحلل ما فعل هذا الأب وهجرته هذه إلى خارج البلاد ويعلم الله إلى متى ويعلم الله متى يرجع أليس هذا ظلم للزوجة والأبناء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الحال على ما وصفت حقا، فلا شك أن هذا الزوج أخطأ في حقك، ولم يمتثل أمر الله تعالى، ولم يحفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعلى كل، فالذي نوصيك به الآن هو التفاهم مع زوجك، وتذكيره بحقك عليه في إعفافك، وحق أولاده عليه في التربية والرعاية، والاتفاق معه على ما تقتضيه من الإقامة معه في تلك البلاد، أو العودة إليكم حسب الإمكان، وذكريه بما قد يترتب على هذا الحال الذي هو عليه من تشتت الأسرة وضياع العيال، فإن تم الاتفاق فالحمد لله.

وإن أصر الزوج على عدم العودة أو الاستقدام، ودون أن يكون له عذر، وكان بإمكانك الصبر على هذا الحال رعاية لأولادك، ونظرا لمصلحتهم عسى أن يعود أبوهم إلى رشده، ويرجع عما هو عليه من تضييع حقك وحقهم، فلا شك أن هذا أولى، وإن خشيت على نفسك الضرر، أو على أولادك الضياع بسبب عدم النفقة، أو رأيت مخالعته بسبب كرهك إياه جاز لك رفع الأمر إلى القاضي، ليحكم بما تقتضيه كل حالة من طلاق أو إلزام بالنفقة ونحو ذلك.

واعلمي أنه لا يجوز لك الطلاق لمجرد كون زوجك قد تزوج من امرأة أخرى، لأن هذا أمر أباحه الله تعالى.

وبخصوص الطلقة التي أوقعها عليك، فإن كان قد تلفظ بها، فتحسب تطليقة، ولا عبرة بادعائه أنه فعل ذلك لمصلحة خاصة، وإن اكتفى بمجرد كتابة الطلاق دون التلفظ به فالراجح عدم وقوع الطلاق بمجرد الكتابة إلا مع العزم على الوقوع، وقد بينا ذلك بالفتوى رقم: 8656.

وعلى تقدير وقوع الطلقة وكانت الأولى أو الثانية، فتكون رجعية يملك الزوج فيها إرجاعك بلا عقد جديد أو مهر جديد، ويستحب الإشهاد عليها، وإذا انقضت العدة ولم يراجع كانت الطلقة بائنة بينونة صغرى لا يملك الزوج فيها الرجعة إلا بعقد ومهر جديدين، فإذا فعل ذلك صح النكاح ولو لم يوثق بالكتابة عند القاضي أو المأذون.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى