السؤال
بسم الله والصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن والاه. وبعدكلفت بعمل لدى أحدهم، لكنني لم أعمل بنفسي هذا العمل بل كلفت به صديقا لي، وحلف صديقي بأن لا يأخذ أي نقود لقاء عمله، مع العلم بأن الأجر باهظ وكبير. فهل يحق لي أن آخذ النقود التي تخلى عنها صديقي أم لا يحق لي ذلك، علما أنني لم أعمل أي جهد فيما كلفني صاحب العمل السؤال: ما حكم المال الذي سأتقاضاه على عمل لم أقم به بل كلفت صديقا آخر ليقوم به دون أن يأخذ ولا درهما واحدا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما سألت عنه له حالتان:
الحالة الأولى: أن يكون صديقك هذا إنما عمل ما عمله لمن طلب منك العمل، بمعنى أن نيته كانت خدمة صاحب العمل لا خدمتك أنت، وفي هذه الحالة لا تستحق أنت شيئا من الأجرة، بل تعيد الأجرة لصاحب العمل.
والحالة الثانية: أن يكون صديقك إنما عمل ما عمله لك أنت, أي أن نيته هي خدمتك أنت لا صاحب العمل، وفي هذه الحالة فإنه لا يلزمك أن تعطي صديقك شيئا من الأجرة إلا إذا كنتما قد اتفقتما على أجرة مقابل ذلك.
قال زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: إن من عمل متبرعا لا يستحق شيئا بناء على القاعدة.
لكن ينبغي لك أن تكافأه على ما قدم لك من خدمة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعو له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. رواه أبو داود.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا يشكر الله من لا يشكر الناس. رواه أبو داود أيضا.
والله أعلم.