فضل قراءة القرآن بتدبر، وكيفيته

0 0

السؤال

هل يجوز قراءة القرآن دون تدبر؟ فأنا عندما أقرأ ختمة، أقرأ يوميا جزءا، وعند قراءتي دون تدبر، أنتهي من الجزء في ساعة تقريبا. لذلك، بدأت أقرأ بتدبر، وأقوم بقراءة تفسير كل آية، لكن هذا يستغرق مني وقتا طويلا جدا، حيث أرغب في القيام بأعمال أخرى، ولا أجد الوقت الكافي.
مع العلم أنني أقضي ما فاتني من الصلوات، مما يستغرق مني حوالي ساعتين يوميا، فينتهي يومي على هذا النحو، وأشعر بالإحباط، ولا أعلم لماذا يستغرق مني كل هذا الوقت.
فماذا أفعل بخصوص قراءة القرآن؟ وهل يجب علي عند مراجعة ما حفظته أن أقرأ تفسير كل آية؟ علما بأن لدي امتحان مراجعة في الفترة القادمة.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه يجوز قراءة القرآن دون تدبر، ولكن الأولى أن يحرص التالي على التدبر، كما بينا في الفتويين: 231634، 320671.

وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد الخلاف بين العلماء في أيهما أفضل: السرعة بالقراءة مع كثرتها، أم قلة القراءة مع ترتيلها وتدبرها؟ فأجاب: والصواب في المسألة أن يقال: إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرا، وثواب كثرة القراءة أكثر عددا.
فالأول: كمن تصدق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبدا قيمته نفيسة.
والثاني: كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عددا من العبيد قيمتهم رخيصة. 
انتهى.

وليس من شرط التدبر أن تطالع تفسير الآية في كتب التفسير، بل يكفي أن تعمل قلبك في فهمها والاتعاظ بها، وإذا أشكل عليك شيء في معناها، فاسأل عنه أهل العلم، وراجع الفتويين: 9186، 9387.

ويمكنك الجمع بين دراسة التفسير، والتلاوة المستعجلة، بسبب الاختبار، بأن تقرأ صفحات قليلة تتأمل في معانيها، وتنظر في كتب التفسير ما أشكل عليك منها، وتخصص وقتا آخر لسرد ما تيسر لك من الأجزاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة