السؤال
أعيش حاليا في بلد، وخلال شهر رمضان ألاحظ أن صلاة التراويح تؤدى بسرعة في بعض المساجد، كما أن بعض الأئمة يخطؤون في القراءة، ولا ينتظرون تصحيح المصلين خلفهم، بل قد يقعون أحيانا في التحريف. فهل تبطل صلاتنا بسبب ذلك؟ وهل الأفضل أن نصلي في البيت، أم نستمر في الصلاة مع الجماعة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت سرعة الإمام لا تخل بركن الطمأنينة، فإن الصلاة صحيحة، وقد بينا ضابط الطمأنينة التي هي ركن في الصلاة في الفتوى: 51722.
وإذا كان الخطأ في غير الفاتحة، فإن الصلاة لا تبطل، كما بيناه في الفتوى: 196541، والخطأ الذي تبطل به الصلاة هو الذي يكون في الفاتحة، ويغير المعنى أو يبطله، وقد سبق ذكر كلام الفقهاء حول اللحن في الفاتحة وأحواله، وتأثيره على الصلاة في الفتوى: 160619، فراجعها للأهمية، ومثلها الفتوى: 117913.
فإن تبين لك أن خطأ الإمام أو سرعته لا تصح معه الصلاة، فلا تقتد به، وابحث عن مسجد آخر، وإن تبين لك أن سرعته وخطأه لا تبطل به الصلاة، فصل معه استحبابا، إلا إن كان الاقتداء به يذهب بالخشوع، فصلها في مسجد آخر إن تيسر، وإن لم تجد مسجدا آخر، ودار الأمر بين أن تصليها في البيت بخشوع وطمأنينة، وبين أن تصليها مع ذلك الإمام، فصلاتها في البيت مع الخشوع أفضل من صلاتها في المسجد جماعة دون خشوع؛ وذلك أن تحصيل الفضيلة المتعلقة بالعبادة ذاتها، أولى من تحصيل الفضيلة المتعلقة بمكانها، كما نص عليه أهل العلم.
قال الزركشي -رحمه الله- في كتابه المنثور في القواعد الفقهية: الفضيلة المتعلقة بنفس العبادة أولى من الفضيلة المتعلقة بمكانها. اهـ.
والله أعلم.