السؤال
أعمل في مدينة تبعد عن مدينتي مسافة 60 كيلومترا (من باب المدينة إلى باب المدينة). وبناء على فتواكم، فإن هذه المسافة لا تجيز القصر والجمع.
يؤذن للظهر والعصر وأنا في العمل، وفي أوقات كثيرة من العام يتزامن موعد أذان العصر مع ميعاد الانصراف، أو يؤذن للعصر وأنا في طريق عودتي إلى المنزل. علما بأن العودة إلى مدينتي تكون بوسيلة مواصلات تابعة للشركة، وليس لي أي صلاحيات لتأخيرها أو إيقافها لأداء الصلاة. أصل إلى بيتي قبل أذان المغرب بـ 20 دقيقة أو أكثر. فهل أصلي عندما أعود إلى بيتي، أم يجوز لي الجمع دون قصر في هذه الحالات؟ مع العلم أن هذه الفترة من العام تصل إلى 4 أشهر تقريبا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان موعد الانصراف من العمل مع أذان العصر، فيسعك أن تصلي العصر قبل العودة خشية تأخيره.
وأما لو أذن العصر وأنت في الطريق، ولا يسعك النزول لأدائه، فتؤخره حتى تصل ما دمت ستصل قبل خروج الوقت بعشرين دقيقة -كما ذكرت- فتصلي العصر حينئذ.
فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس، فقد أدرك العصر.
وجاء في الموسوعة الفقهية: أجمع الفقهاء على أن من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس، فقد أدركها، سواء أخرها لعذر أو لغير عذر. اهـ.
وأنت هنا معذور -إن شاء الله تعالى- في التأخير؛ لأنك لا تقدر على أدائها في وسيلة النقل، ولا تستطيع النزول.
وأما جمع العصر مع الظهر، فيجوز إن دعت إليه حاجة، لكن لا يتخذ عادة، وانظر للفائدة الفتويين: 31373، 16217.
والله أعلم.