السؤال
تزوجت من فتاة وأنجبت منها أولادا ونحن والحمد لله متفاهمان وسعيدان، ولكن كل خلافاتي مع أهلها وبالذات زوج أمها فقد تأذيت منه كثيرا وكان بيننا عدة خلافات منها أنه حرق لي الغطاء الخارجي من السيارة وكذب كثيرا على لساني وبيت لي كثيرا من الأذى حتى أدى مرة إلى ضربي وكنت في بيته لمجرد الزيارة ومازالت الأمور في سيء إلى أسوأ وكل مرة أحزن على زوجتي بحرمانها من والدتها حتى أنني في المرة الأخيرة تصادمت أنا ووالدتها بالكلام لشدة تصديقها زوجها وتكذيبي مما جعلني أمنع زوجتي نهائيا من الذهاب أو الاتصال بأهلها نهائيا، فهل ألام على ذلك بحيث إنني تعبت من أذاهم لي وأشعر أحيانا بحقد كبير عندما أتذكر كيف ضربني وشعور ينتابني برد الضربة له كما اذاني فمجرد اتصال زوجتي بهم أو مجرد الكلام مع أمها أشعر بالغل والحقد والدافع على تنفيذ ما يطفئ نار حقدي لأن أمها كانت السبب الأكبر بحدوث الضرب ولا أستطيع نسيان ذلك إلا عندما تنقطع صلتنا معهم نهائيا، أرجوكم أفيدوني حتى يرتاح قلبي بين قطع الرحم لزوجتي وبين جنوني عندما أتذكر ما حدث لي وبين آذاهم المتواصل حتى الآن فآخر ما فعلوه أنهم كانو السبب في تركي للعمل الذي كنت أعمل به وكل ما يدفع هذا الرجل لأذيتي هو أنني علمت بوجود علاقة له غير شرعية مع فتاة من عمر أولاده ومنذ ذلك الوقت وهو يحاربني بشتى الوسائل؟ أرجوكم انتظر ردكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أهم مقاصد الشرع الحكيم في تشريعاته، أن يكون المسلمون على أحسن حال من الألفة والمودة، ومن هنا فقد ندب إلى الصلح والإصلاح فقال سبحانه: والصلح خير [النساء:128].
إذا ثبت هذا فننصحكم بالسعي إلى إصلاح ذات بينكم، وليكن بينكم تفاهم، واستعينوا بذوي الهيئات من أهلكم أو من غيرهم ، لعل الله تعالى يوفق بينكم، وينبغي أن تتذكروا أن فساد ذات البين فيه ما فيه من الشر، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا. رواه مسلم.
وينبغي لكل طرف العفو والمسامحة ليتم الصلح، وقد حث الشرع على هذا الخلق، فقد ذكر الله تعالى العفو في صفات المتقين فقال: والعافين عن الناس، وبين النبي صلى الله عليه وسلم العاقبة الحسنى للعفو فقال: وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا. رواه مسلم، فاجتهدوا في طلب الصلح واستعينوا بالله تعالى، ليوفق بينكم فإن تم ذلك فالحمد لله.
وإذا استمر الحال على الخصام، فلا ينبغي لك أن تمنع زوجتك من صلة أمها، فقد نص بعض أهل العلم على أنه ليس للزوج أن يمنع زوجته من زيارة والديها، وراجع في هذا الفتوى رقم: 7260.
ولا شك أنك تلام على منعها ما دام لا يوجد مسوغ شرعي لمنعها، ولا داعي لأن تعاقب زوجتك بحرمانها من صلة أمها من غير سبب منها في ذلك، وإذا كانت زيارة زوجتك لأمها في بيت ذلك الرجل تخشى أن يلحقها منها ضرر في عرضها أو دينها فلك أن تمنعها من زيارتها في ذلك البيت ولكن لا تمنعها من زيارتها مطلقا.
وأما أنت فلا حرج عليك في عدم زيارتهم، ما دامت زيارتهم يترتب عليها ضرر وأذى، وبخصوص وجود علاقة بين هذا الرجل وتلك الفتاة فإن ثبت ذلك، وخشيت أن يترتب عليها ضرر بذلك فأخبر وليها ليحفظها ويصونها، ولكن لا تذكر له اسم هذا الرجل.
والله أعلم.