نصائح وإرشادات للمقيمين في ديار الغرب

0 296

السؤال

أسأل عن شرعية الإقامة في هذه البلاد لمن أراد العيش فيها عموما، ولمن أراد تحصيل بعض العلم غير المتوفر في بلده أعني -أنني أنوي تكملة دراستي في المستقبل إن شاء الله، لكن حاليا ليس لدي أي إمكانية لذلك (لا مادية ولا قانونية)- أرجو منكم مد يد العون لي وإفادتي برأي الشرع في هذين السؤالين؟ جزاكم الله خيرا، كما أرجو أن تقدموا نصيحة للشباب الذين يعيشون في دول أوروبا هذه الفئة التي تعاني الأمرين الغربة ومشاكلها السرقة والزنا والمخدرات... إلخ، وبين العودة إلى أرض الوطن بالخيبة واليأس وربما تحطم نفسي يعانيه هؤلاء بعد سنين ضاعت دون جدوى سوى خسارة العمر، نرجو إفادتكم سواء عبر الإنترنت أو التلفزيون (أقرأ، الجزيرة....).

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

أما حكم الإقامة في بلاد غير المسلمين، فانظر لمعرفته الفتوى رقم: 51334.

وأما هؤلاء الشباب الذين ذكرت، فنسأل الله أن يهدي قلوبهم، ويشرح صدورهم، وينور بصائرهم، ويأخذ بناصيتهم للبر والتقوى، وينعم علينا وعليهم بالتوبة النصوح، ويوفقنا وإياهم للسعادة في الدارين، ونقول لهم: اتقوا الله، واعلموا أن الدنيا دار ابتلاء واختبار، كما قال تعالى: الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا {الملك:2}، وأنها متاع فان، كما قال تعالى: اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور {سورة الحديد:20}.

وأن لحظة واحدة في النار تنسي أعظم نعيم يشعر به المرء في هذه الدنيا، كما في صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا، والله يا رب. ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا، والله يا رب، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط.

فاحذورا المعاصي، وبادروا بالتوبة قبل أن يتخطفكم الموت، ويحال بينكم وبين التوبة، واعلموا أنكم إذا تبتم فإن الله لن يضيعكم، فقد قال تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه {سورة الطلاق:2-3}.

ومما يعينكم على التوبة، أن تتركوا تلك البلاد - إذا لم يمكنكم إقامة دينكم فيها- وتبحثوا عن بلد إسلامي تستطيعون العيش فيه وإقامة دينكم، ففي الحديث الصحيح في قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا، أنه أرشد إلى أن ينطلق إلى أرض بها أناس يعبدون الله تعالى، وأن لا يرجع إلى أرضه التي هي أرض سوء، فكان ذلك سببا في رحمة الله له، ودخوله الجنة، وراجعوا لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 45909، والفتوى رقم: 29853.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى