السؤال
أنامتزوجة وأعيش مع أم زوجي في نفس البيت لكن المشكلة أنني إنسانة حساسة جدا كنت أعاملها معاملة حسنة ولكن للأسف لاأجد إلا أنها تتحدث عني في مالا يرضيني ويجرح كرامتي وأنا أقابل كل هذا بالسكوت وعدم الرد من باب الاحترام لها ولا أقبل لزوجي أن يحدثها فيما بدر منها خوفا من أن يجرحها أو أن تحمل في نفسها علي لكني الآن وصلت لمرحلة اليأس واشتد بي التعب لدرجة أن أصبحت أبكي بدون سبب وأتمنى لنفسي الموت و العياذ بالله، وأصبحت حياتي كدرة بسبب هذا الأمر فطلبت من زوجي أن نسكن في منزل مستقل لكنه رفض بحجة أنها ستكون لوحدها في البيت علما بأن جميع أخوته في بيوت مستقلة ووالد زوجي متوفى فأخبرته أننا سنأخذ منزلا قريبا منها وأن خروجنا لايعني عقوقها أوهجرها فبالعكس ربما تتحسن علاقتي بها ....وأنا في حيرة من أمري فأنا الآن علاقتي معها سطحية جدا إذا حادثتني حادثتها.... فأرجو أن تفيدوني في أمري هل إصراري لزوجي بالخروج من البيت علي فيه إثم أوأن من حقي أن أعيش كباقي النساء في بيت مستقل أفعل فيه ما أشاء وهل زوجي يأثم إذا وافق على هذا الأمر فأنا جد متعبة نفسيا فأرجو منكم أن تفصلوا في إجابتي ....وجزاكم الله ألف خير ...وشكرا. أم الغالي
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يعينك في الصبر على ما تجدينه من أم زوجك، وننصحك بأن تهوني على نفسك، فلا تهلكيها بما تكبدينها من التيئيس والتعب والبكاء، واعلمي أن المؤمن لا يصيبه إلا ما هو خير له، روى مسلم من حديث صهيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وتجنبي تمني الموت، فقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم: في حديثه الشريف، قال لا يتمنى أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. رواه مسلم. وأما فيما سألت عنه فالأصل أنه لا يجب عليك أن تسكني مع أم زوجك. بل من حقك أن تسكني في مكان مستقل، قال خليل: ولها الامتناع من أن تسكن مع أقاربه. إلا أن الذي فهمناه من السؤال هو أن هذه الأم ستبقى وحيدة في البيت لو ذهبتم أنتم عنها وقد يوغر ذلك صدرها على ولدها وعليك أنت، ثم إنه قد تكون عرضة للضياع لو فعلتم ذلك فلا ينبغي لك طلب الانتقال لما قد ينشأ عنه من آثار واضحة.
والله أعلم.