السؤال
هل تجوز الصلاة خلف إمام صوفي يزعم أنه قبل 8 سنوات قابل الخضر في الحرم النبوي وصافح الرسول صلى الله عليه وسلم يدا بيد وبعدها دخل الرسول إلى مكان القبر، ويدعي أن محمد أول الخلق أي أنه خلق قبل العالمين، ويقولون إن محمدا ليس أميا ولا بشرا مثلنا، فما الحكم علما بأنه يصلي خلفه الكثيرون ولا يعرفون عن الصوفية وتلك البدعة ولن يقتنعوا بالكلام أو عدم الصلاة خلفه إلا إذا كانت من شيخ سني معروف، فأفيدوني أفادكم الله للضرورة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا حكم الصلاة خلف الصوفي في الفتوى رقم: 6742.
وأما مقابلة الخضر فهي مبنية على القول بحياته وأنه لم يمت، وهذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم، وقد بيناها في الفتوى رقم: 26689، وما دامت محل خلاف فلا يبدع بها من اعتقدها وادعى أنه لقي الخضر، فقد ادعى ذلك جماعة من أهل العلم كالمناوي رحمه الله.
وأما رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ومصافحته يقظة فهي غير ممكنة، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 9991.
وأما القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أول خلق الله بمعنى أنه أول من خلق الله فقول باطل، مخالف للنقل والعقل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بشر من ذرية آدم عليه السلام، وقائلو هذا يستندون إلى حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم وهو: أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر. ويمكن الاطلاع على أقوال أهل العلم في هذا الحديث الموضوع في الفتوى رقم: 7389.
وأما القول بأنه ليس أميا ولا بشرا فخلاف نص القرآن، قال الله تعالى: فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي {الأعراف:158}، وقال تعالى: قل إنما أنا بشر مثلكم {فصلت:6}، وعلى كل الأحوال فمعتقد هذه العقائد يعتبر مبتدعا، إن كان متأولا ينصح ويبين له بالرفق والحكمة عسى الله أن يوفقه للحق.
وأما الصلاة خلفه فإن وجد إمام من أهل السنة فلا يصلى خلفه، وإلا فإنه يصلى خلفه وقد فصل ذلك شيخ الإسلام فقال: وأما الصلاة خلف المبتدع، فهذه المسألة فيها نزاع وتفصيل، فإذا لم تجد إماما غيره كالجمعة التي لا تقام إلا بمكان واحد، وكالعيدين وكصلوات الحج خلف إمام الموسم، فهذه تفعل خلف كل بر وفاجر باتفاق أهل السنة والجماعة، وإنما تدع مثل هذه الصلوات خلف الأئمة أهل البدع.... ممن لا يرى الجمعة والجماعة إذا لم يكن في القرية إلا مسجد واحد، فصلاته في الجماعة خلف الفاجر خير من صلاته في بيته منفردا، لئلا يفضي إلى ترك الجماعة مطلقا، وأما إذا أمكنه أن يصلي خلف غير المبتدع فهو أحسن وأفضل بلا ريب، لكن إن صلى خلفه ففي صلاته نزاع بين العلماء.
ومذهب الشافعي وأبي حنيفة تصح صلاته، وأما مالك وأحمد ففي مذهبهما نزاع وتفصيل. وهذا إنما هو في البدعة التي يعلم أنها تخالف الكتاب والسنة، مثل بدع الرافضة والجهمية، ونحوهم.
فأما مسائل الدين التي يتنازع فيها كثير من الناس في هذه البلاد مثل مسألة الحرف، والصوت ونحوها، فقد يكون كل من المتنازعين مبتدعا، وكلاهما جاهل متأول، فليس امتناع هذا من الصلاة خلف هذا بأولى من العكس، فأما إذا ظهرت السنة وعلمت فخالفها واحد، فهذا هو الذي فيه نزاع. انتهى كلامه.
ويمكنك بيان هذا الأمر للناس باستضافة أحد المشايخ المعروف عند الناس لإلقاء محاضرة حول هذا الموضوع أو جلب أشرطة له ونحو ذلك، وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.