حكم العمل في الضرائب

0 217

السؤال

أنا مواطن مسلم أعيش في دولة إسلامية فقيرة تعتمد في اقتصادها على موارد الرسوم والضرائب المفروضة على المواطنين. وقد ورد في فتواكم رقم 5107 النص التالي : "وأما إن كانت الضرائب غير شرعية أصلا وإنما تأخذها الدولة ظلما، وتصرفها في غير حق شرعي، فلا حرج في التهرب منها لرفع الظلم، ودفع الضرر بالمستطاع" فدولتي تصرف الضرائب في أوجه الحق مثل تعبيد الطرق ودفع الرواتب والتأمين الصحي ....الخ, فما هو تعريفكم للضرائب الغير شرعية أصلا، وهل ينطبق على ضريبة الدخل على المواطنين الأغنياء تعريف الضريبة غير الشرعية أم لا؟ وما حكم العمل بها كموظف فني في أجهزة الكمبيوتر، وليس له علاقة بالتقدير الضريبي؟ علما بأن الضريبة مفروضة حسب قوانين تعفي الفقير وتفرض الضريبة على الغني فقط.وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه يجوز للدولة أن تفرض ضرائب على المواطنين لتوفر بما تجنيه من الضرائب الخدمات اللازمة كتعبيد الطرق وبناء المستشفيات والمدارس، لكن بشرط أن تستنفد كل ما في بيت المال ( لخزينة العامة)، أما إذا جعلت ضرائب على المواطنين بدون مقابل، أو جعلتها عليهم وفي بيت المال ما يكفي للقيام بالخدمات اللازمة والمصلحة العامة فإن ذلك محرم شرعا، وآخذها لا يدخل الجنة كما ثبت في المسند من حديث عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة صاحب مكس. يعني العشار. والمكوس: هي الضرائب ونحوها مما يؤخذ بغير حق شرعي. كما أن جواز الأخذ للحاجة الضريبية مقيد كذلك بما إذا لم يكن هنالك تسيب أو سوء استخدام في المال العام. والعمل في إدارات الضرائب ينبني حكمه على نوعية الجباية، وعلى ذلك ففيه تفصيل: 1ـ فإن كانت مصلحة الضرائب تراعي الشرع ولا ترهق الناس بالضرائب الباهظة، وتنفق هذه الأموال في مصالح المسلمين.. مع خلو الخزينة العامة للدولة من الأموال، فعندئذ يجوز للمرء العمل في إداراتها، سواء كان العمل في ما يتعلق بأجهزة الكمبيوتر أو غير ذلك، لكن يجب على العامل أن يلتزم العدل، وأن يبتعد عن الظلم، وليحذر من الرشاوى التي تعرض عليه، ليخفف مقدار الضريبة أو ليتجاوز عنها. 2ـ وإن كانت الدولة تفرض الضرائب على المواطنين بدون مقابل، أو كان العمل في مصلحة الضرائب يخضع لقوانين مخالفة للشرع، فلا يجوز جباية هذه الضرائب ولا العمل فيها في هذه الحالة ولو في صيانة أجهزة الكمبيوتر أو نحو ذلك، لقوله تعالى: ولا تعاونوا على الأثم والعدوان{المائدة: 2}. وبناء على ما تقدم نقول: إن المسلم مطلوب منه أن يتحرى الحلال، وأن يبتعد عن الحرام ومواطن الشبهات، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحلال بين، والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام. رواه البخاري ومسلم. فالذي ننصحك به أخي الكريم ألا تعمل في هذه الإدارات حتى تطلع على أنظمتها وقوانينها، وتعرف مدى موافقتها للشرع من عدمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى