يقبل الله توبة الزاني إذا صدق وكانت توبته نصوحا

0 734

السؤال

أنا سيدة في الثلاثين من العمر كنت في سن العشرين أثناء الكلية على علاقة بشاب وقد أحببته كثيرا وقد حدثت بيننا خلوه أرتكبت معه ذنبا كبيرا مع العلم أنني لم أفرط في شرفي بمعنى أنني لم أرتكب الزنا كاملا وحافظت عل نفسي بعد ذلك علمت أنه على ارتباط بفتاة أخرى بعد ذلك تزوج بها ولقد عانيت فترة كبيرة حتى أنساه بعد ذلك تقدم لي عريس أخر على خلق ومستوى اجتماعي جيد وقد وافقت عليه وتم الزواج وعشت معه حياة سعيدة وكان هذا الشاب على اتصال بي فقط لكى يطمئن علي ولأنه حاسس بالذنب تجاهي لأنه كان على اتفاق مع الفتاة التي تزوجها ومع أهلها قبل أن يتعرف علي فى الكلية ولكني بعد ارتباطي بهذا العريس تحجبت وألتزمت وتزوجته وأنجبت طفلا وتبت إلى الله وشكرته على كل هذه النعمة وكنت أقيم الصلاة والصيام وتقربت إلى الله وبعد مرورعامين سافر زوجي للعمل في دولة من دول الخليج وطلب مني أن أقيم عند والدتي طوال سفره لمدة عامه الأول على أن يرتب لنا الحياة الكريمة والمسكن وكان هذا الشاب على اتصال بي ولكني لم أخبره عن سفر زوجي حتى لا أضعف وأن يطلب مني أن أقابله وبعد فترة أخبرته لأنه عرف من كلامي أني أخفيت عليه أن زوجي مسافر وطلب مني أن أراه وفعلا قابلته ولكني ضعفت ووقعت معه فى الخطيئة لأن الزنا وأنا متزوجة ذنب كبير عن ما فعلته أثناء الكلية قبل أن أتزوج أنا أعرف أن هذا حرام كبير ولكن أنا لا اعرف ماذا أفعل لأني ضعيفة أمام هذا الشاب ولا أستطيع أن أقول لا أنا أثناء سفر زوجي تعرضت لمواقف للرجال سواء في مجال العمل أو الأسرة أو المنطقة لكي يكونوا معي علاقات آثمه كان وراءها أغراض سيئة وطمع في لأنني متزوجة وزوجي خارج البلد لكني كنت أرفض بعنف وألوم عليهم طلبهم مني لإقامة علاقة آثمه معهم ولقد جاءت علي فترة كرهت فيها نفسي والحياة وبعد مرور10 أشهر من السنة ولقد اقترب موعد وصول زوجي أحسست بذنب كبير تجاهه وأحسست بخجل من الله على ما فعلت من ذنب وندمت وتبت إلى الله توبة نصوحا وطلبت منه العفو والمغفرة لأنني كنت قد تبت قبل ذلك وندمت لأنني رجعت إلى هذا الذنب مرة أخرى وأنا الآن قد سافرت مع زوجي إلى دولة الخليج ولكني غير قادرة على أن أنسى هذا الذنب ولا قادرة أكمل توبتي أمام الله كل ما ألتزم في حياتي أحس انني مذنبة وغير راضية عن نفسى وأحس أنني أخدع زوجي لأنه متمثل في الطهارة والشرف وأنا والله من غير هذا الذنب إنسانه جيدة ملتزمة في ملابسي ومن عائلة كريمة وأقيم الصلاة وعلاقتي بكل الناس جيدة وعمري ما أسأت إلى أحد لولا هذا الذنب ولأنني ضعفت أيضا لأن زوجي سافر لمدة عام كامل ولذلك ضعفت السؤال الآن: وهو ليس بسؤال هى مساعدة إنسانية: اتمنى أن يهدأ الرد نفسي و يساعدنى على هذه المحنة فأنا دائمة البكاء لعدم الرضا عن النفس وأتمنى الموت لأنني غير قادرة على خداع زوجي أكثر من ذلك وأنا ربنا سترني غير قادرة أن أحكي لأحد لكي يساعدني على أن أرجع لنفس الحياة السعيدة مرة أخرى من فضلكم ساعدونى أنا تائبة إلى الله لكن في أوقات أفكر في الذنب أرجع عن طريق الهداية بعد أن هداني الله و حياتي غير مستقرة لا أدري ماذا أفعل؟
من فضلكم يرجى الرد علي في أسرع وقت حتى أقبل على رمضان بقلب مطمئن.
وجزاكم الله عن مساعدتى خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن اختلاءك بهذا الرجل الأجنبي، وممارستكما للزنا من أشنع المحرمات، وأعظمها قبحا، ويزداد قبح الزنا وتغلظ عقوبته في حق المتزوج أكثر من غيره، لكن نحمد الله واحمديه أن من عليك بالتوبة، واعلمي أن من لوازمها قطع الصلة بهذا الشاب أو غيره من الرجال الأجانب، والندم على ما فات، وعقد العزم على عدم العود إلى مثل هذا الذنب، فإن كانت توبتك على هذا النحو فأبشري بفضل الله تعالى حيث إنه وعد التائبين بقبول توبتهم بالغة ذنوبهم ما بلغت، فقال سبحانه وتعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر: 53}.

وأخرج الترمذي وغيره، وصححه الألباني عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: يابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي.

ومما يقوي هذه التوبة كثرة الأعمال الصالحة وملازمة مراقبة الله تعالى في السر والعلن وصحبة الخيرات وقراءة سير الصالحين والتأسي بهم والحذر من المعاصي وصحبة أهلها.

هذا وننبهك إلى أمرين مهمين:

1/ أنه لا يجوز لك أن تبوحي بهذا الذنب لأحد، بل عليك أن تستتري بستر الله، لما في الموطأ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: .... أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله.

2/ أن هذا الفعل، وإن كان شنيعا إلا أنه لا ينبغي أن يفسد علاقتك بزوجك، وهو لا يؤثر على صحة زواجكما في قول كافة العلماء، كما نص عليه ابن قدامة في المغني بقوله: وإن زنت امرأة رجل أو زنى زوجها لم يفسخ النكاح، سواء كان قبل الدخول أو بعده في قول عامة أهل العلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات