السؤال
هل هناك تعارض بين علم الله ما في نفوس الناس وادعاء البعض بالتجارب بوجود ما يقرأ الأفكار مثل النبات وبذلك فهو يعرف ما في نفوس الناس؟
هل هناك تعارض بين علم الله ما في نفوس الناس وادعاء البعض بالتجارب بوجود ما يقرأ الأفكار مثل النبات وبذلك فهو يعرف ما في نفوس الناس؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن علم الله صفة ذاتية له، قائمة به، لا تنفك عنه، وعلمه -سبحانه- كامل ولا يلحقه نقص بوجه من الوجوه، فهو يعلم ما كان، وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون!!
دل على ذلك قوله تعالى: ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون {الأنعام: 28}.
وهو سبحانه يعلم ما يظهر خلقه، ويعلم ما يكتمون، قال تعالى: وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون {البقرة: 33}.
وهذا خاص بالله وحده لا يشركه فيه غيره، لأنه من الغيب الذي لا سبيل لأحد أن يطلع عليه، قال تعالى: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله {النمل: 65}.
وقال أيضا: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو {الأنعام: 59}.
وقال أيضا: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول {الجن: 26-27}.
أما الخلق، فإن علمهم حادث ومسبوق بجهل، وهو علم قاصر، والغيب محجوب عنهم.
وإن ادعاء البعض بأنه يقرأ الأفكار ليعلم ما في نفوس الناس، فهو من التكلف ومن قفو ما ليس له به علم، وهو ادعاء لمعرفة الغيب، وانظر الفتوى رقم: 15284، فإن فيها بيان كفر من ادعى علم الغيب.
والله أعلم.