حكم العمل في صيانة محطة تبث المحرمات

0 203

السؤال

أنا مهندس اتصالات وأعمل بالإذاعة كمهندس صيانة لمحطات الموجة القصيرة والمتوسطة
وهذه المحطات كما لا يخفى عليكم تقوم بإذاعة برامج مختلفة لا تخلو من الأغاني والموسيقى وبالذات
إذاعة الشرق الأوسط التي يغلب على مادتها الإعلامية الأغاني والبرامج التافهة بنسبة لا تقل عن
سبعين بالمائة من وقت الإرسال فما هو حكم العمل بهذه الوظيفة علما بأنه لا يوجد لي وظيفة أخرى
ويصعب علي الحصول على واحدة خاصة بعد أن أصبحت لي حوالي الخمس سنوات من التخرج
وما حكم المال الذي أتقاضاه عن هذا العمل هل هو حرام أم لا وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبما أن الإذاعة التي تعمل بها مهندسا لصيانة الأجهزة تبث المحرمات فإنه لا يجوز لك العمل في صيانة أجهزتها  لأن فيه إعانة على الحرام

والله تعالى يقول : وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب {المائدة:2}.

فيجب عليك التوبة من ذلك ويجب عليك أن تترك هذا العمل

 واعلم -وفقك الله- أن من اتقى الله جعل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إنك لن تدع شيئا اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيرا منه. رواه أحمد.

وإذا كنت مضطرا للبقاء في هذا العمل لتحصيل لقمة العيش ولا تجد ما تقتات به فلك أن تبقى حتى تجد عملا آخر مع السعي الجاد في البحث عن عمل آخر

وراجع الفتوى رقم 6448 والفتوى رقم 11924

أما عن الأموال التي أخذتها مقابل ذلك فإنها راجعة إلى مسألة العقد على ما كان مباحا في ذاته لكن فيه إعانة على الحرام هل هو صحيح أم لا ؟

والراجح الذي عليه الجمهور من الفقهاء من حنفية ومالكية وشافعية أن العقد على ما فيه إعانة على الحرام محرم ولكنه ليس بباطل، فينتقل فيه المبيع من ذمة البائع إلى ذمة المشتري ، وذلك خلافا  للحنابلة  القائلين بأن العقد باطل.

وعليه فإنه لا يلزمك التصدق بما كسبته من ذلك ولا إرجاعه لأهله وتكفيك التوبة من ذلك

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى