المعاصي السابقة على الزواج لا تسقط حق الزوج بعده

0 313

السؤال

لدي صديقة في الخامسة والثلاثين من عمرها ولقد كانت متزوجة من رجل كان يسيء معاملتها ويضربها من وقت إلى آخر فلم تشعر بحبه أوحنانه أبدا ، ورزقت ببنت منه وهي الآن في العاشرة من عمرها، قبل سنوات جاء قريبها وسكن عندها لفترة وأخبرها بأنه يحبها وبدأت بينهما علاقة عاطفية خفية وحدثت بعض المداعبات الجنسية أيضا ولكن ليس الزنا ( الجماع ) وبعد فترة طلبت الطلاق من زوجها ولكنه رفض وحصلت على الطلاق عن طريق المحكمة وتزوجت من قريبها ولكن ما إن تزوجته حتى شعرت بندم شديد على ما فعلت وعاشت معه لفترة قصيرة شهرين أو أكثر ولكنها كانت تعيسة جدا لأنها عندما تراه تتذكر ما فعلت وتتذكر ذنوبها، فطلبت الطلاق منه ولكنه رفض وابتعدا عن بعضهما لسنتين والآن عاد وهو يريدها ولكنها لاتشعر بسعادة معه وتشعر بالذنب عندما تراه وتشعر بأن الله لم ولن يغفر لها وله ، ولكنه لا يابه مثلها لهذا الأمر، ولا تعلم ماذا تفعل؟؟ إذ تشعر بأنها لن تستطيع أن تعيش معه لأنها تتذكر جرمها وجرمه، وإذا تطلقت من قريبها فإنها في هذه الحالة يجب أن تعيش لوحدها مع أبنتها حتى الموت لأنه من الصعب والعار أن تتزوج للمرة الثالثة. ما موقف الشرع منها ومنه ؟؟ وهل يتوب الله عليها ؟؟ وماذا عن زوجها الذي أساء معاملتها وخانته ؟؟ كيف السبيل إلى إرضاء الله وراحة ضميرها ؟؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت صديقتك هذه قد تزوجت من هذا الرجل الأخير زواجا صحيحا فالواجب عليها طاعته في المعروف، وذلك لما للزوج على زوجته من الحقوق التي بينا طرفا منها في الفتوى رقم:  27662، وكون هذه المرأة قد فعلت معاصي مع هذا الرجل وهي في عصمة غيره لا يسقط ذلك حقه عليها بعدما تزوجها، بل عليهما جميعا التوبة من تلك المعاصي، والتوبة كما قال أهل العلم الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات منه، وعقد العزم على عدم العود إليه ثانية، وإذا حصلت التوبة على هذا النحو فإن الله تعالى بمنه وكرمه وعد التائب بغفران الذنوب في أكثر من آية، منها قوله سبحانه: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}. ولتحذر هذه الأخت من القنوط من رحمة ربها فإن اليأس والقنوط من رحمة الله ومغفرته معصية كبيرة، لقول الله تعالى: ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون {الحجر: 56}.بل الواجب عليها التوبة، ثم رجاء رحمة الله تعالى بقبولها، ومما يساعد على ذلك الإكثار من الأعمال الصالحة لأن الحق سبحانه يقول: إن الحسنات يذهبن السيئات {هود: 114}. ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة وخالق الناس بخلق حسن. رواه أحمد والترمذي. ولا شك أن من أهم الطاعات والقربات التي تتقرب بها المرأة إلى ربها عز وجل هي حسن عشرتها لزوجها، وطاعتها له في غير معصية، وفي الحديث: إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت. رواه أحمد. أما بخصوص كيف السبيل إلى إصلاح تلك الأخطاء التي صدرت منها لزوجها السابق فالجواب أن ذلك يكون بالتوبة وبالإكثار من القربات وأعمال الطاعة، ولا يجوز لها أن تبوح بشيء من تلك المعاصي لأي أحد مهما كان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله جل وعلا. رواه مالك في الموطأ والحاكم والبيهقي وصححه السيوطي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة