0 446

السؤال

أريد من سيادتكم أن تعطوني تقريرا مفصلا (إذا أمكن) عن السكوت على الحق (التعريف- المظاهر- الأسباب)؟ وجزاكم الله خيرا عن الإسلام والمسلمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن السكوت عن الحق معناه: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع القدرة عليهما، ويدخل في ذلك كتمان الشهادة ونحو ذلك.

وأما أسباب ذلك فهي: ضعف الإيمان وقلة الوازع الديني، وعدم الخوف من الله وعدم استشعار مراقبته، وعدم الشفقة على الناس، وانعدام الشعور بالمسؤولية تجاه الأمة، والحرص الشديد على تحصيل الدنيا والخوف عليها، وغير ذلك.

وأما مظاهره: فشيوع الفواحش والمنكرات بل المكفرات في الأمة، وتسلط أئمة الجور وتنحية الشرع وعدم سياسة الدنيا به، وتضييق العيش على الناس، وغير ذلك.

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: واعلم أن هذا الباب أعني باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد ضيع أكثره من أزمان متطاولة ولم يبق منه في هذه الأزمان إلا رسوم قليلة جدا وهو باب عظيم به قوام الأمر وملاكه وإذا كثر الخبث عم العقاب الصالح والطالح، وإذا لم يأخذوا على يد الظالم أوشك أن يعمهم الله تعالى بعقابه، (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)، فينبغي لطالب الآخرة والساعي في تحصيل رضا الله عز وجل أن يعتني بهذا الباب فإن نفعه عظيم لا سيما وقد ذهب معظمه، ويخلص نيته ولا يهابن من ينكر عليه لارتفاع مرتبته، فإن الله تعالى قال: ولينصرن الله من ينصره. وقال تعالى: ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم. وقال تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. وقال تعالى: أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون* ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين.

واعلم أن الأجر على قدر النصب، ولا يتاركه أيضا لصداقته ومودته ومداهنته وطلب الوجاهة عنده ودوام المنزلة لديه، فإن صداقته ومودته توجب له حرمة وحقا، ومن حقه أن ينصحه ويهديه إلى مصالح آخرته وينقذه من مضارها، وصديق الإنسان ومحبه هو من سعى في عمارة آخرته، وإن أدى ذلك إلى نقص في دنياه، وعدوه من يسعى في ذهاب أو نقص آخرته وإن حصل بسبب ذلك صورة نفع في دنياه، وإنما كان إبليس عدوا لنا لهذا وكانت الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أولياء للمؤمنين لسعيهم في مصالح آخرتهم وهدايتهم إليها. انتهى، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4160، 5380، 12916، 24784، 52041.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات