السؤال
لدينا شخص في العائلة متدين وحج.... ولكن بناته غير محجبات ويتبرجن يخرجن إلى الأسواق ويقطعن الصلاة ويسمعن الأغاني.. ألخ، وقلت قبل أمس لقريبي أنه ليس مؤمنا 100% ولديه أخطاء كثيرة وهي أن هناك حديث: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وهو لم يحجب بناته ولا يجبرهن على الصلاة ويتركهن يفعلن ما يريدن (من الناحية الدينية)، فجأة انقلبت علي كل العائلة كأني شيطان أو كأني كفرت وقالوا إن الحجاب ليس من أركان الإسلام وإنه في زماننا هذا لا يستطيع الرجل أن يسيطر على بيته مثل ذاك الوقت فقلت لهم إن الذي لا يستطيع أن يسيطر على بيته ليس برجل، فهل أنا على صواب أم على خطأ، وهل آخذ إثما لأنهن من عرضي باعتبار أن أباهن موافق على بقائهن هكذا..... وهل أبوهم على صواب؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التناصح بين المسلمين وتواصيهم بالحق والصبر من آكد الواجبات الشرعية، ولكنه يتعين أن يكون ذلك بحكمة ورفق وعدم تعنيف على من ليس تحت سلطتك، فقد قال الله تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن {النحل:125}، وقال لموسى وهارون في شأن فرعون: فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى {طه:44}.
ولا شك أن الأب مكلف شرعا بتربية عياله على الدين والفضيلة وأنه مسؤول عنهم، ولكن الأولى في خطابك له أن تحرص على ما يزيد إيمانه ويرغبه في قيامه بمسؤوليته تجاه عياله.
وأما حكمك بنقص إيمانه فليس مما يزيد إيمانه بل يثير غضبه وتحصل ردة الفعل باتهام الأسرة بالكفر، وقد يكونون على علم بتكفير من كفر المسلم فظنوا أنك كفرته فأصبحت كافرا بسبب ذلك، ففي الحديث: أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما.
ثم إن الحجاب ليس من أركان الإسلام المبينة في حديث الصحيحين: بني الإسلام على خمس.... ولكنه من آكد الواجبات المتحتمة على النساء، فعليك أن تحرص على رأب الصدع بينكم، وبين لهم بحكمة أن الإيمان يزيد وينقص، وأنه يسوغ شرعا وصف غير المستقيم 100% بنقص إيمانه، كما في حديث الصحيحين: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن..
وأنك لم ترد تكفيره وإنما أردت تنبيهه على الخطر المحدق به، ثم بين له بحكمة ما يجب عليه في الموضوع، وراجع في ذلك وفي ترك الحجاب لمجاراة العصر، وفي زيد الإيمان ونقصه الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9044، 53230، 11344، 41016، 37729، 22101.
والله أعلم.