السؤال
جزيتم خير الجزاء عنا وعن الأمة..
إخوتي الأعزاء لقد أوضحتم وأفدتمونا كثيرا في جوابكم عن سؤالي رقم 264821
إلا أن سؤالي تضمن : أن من المعروف أن الصحابي لا تأخذه في الله لومة أحد ، فلماذا هذا الكف من النعمان رضي الله عنه؟ أفلا يكون عزو الحديث إلى حذيفة ؟ في هذه الحالة؟ أفيدونا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس في سياق الحديث ما يدل على أن النعمان سكت ولم يحدث، وإنما فيه أن السائل سأل بشير بن سعد أبا النعمان عن الحديث المذكور فأجابه حذيفة، فعدم تحديث بشير بن سعد عند ما سأله أبو ثعلبة الخشني ليس دليلا على أنه خاف في الله لومة لائم؛ ولكنه كما ذكر ابنه النعمان -راوي الحديث- رجل يكف حديثه، يعني كان لا يحدث كثيرا عن رسول الله تورعا، وأيضا يحتمل أنه لا يحفظ الحديث المذكور لأن الصحابة لم يكونوا على درجة واحدة من الحفظ للحديث، وأنه هاب أن يتكلم في حضرة حذيفة لأنه أعلم الصحابة بأحاديث الفتن لكثرة سؤاله للنبي صلى الله عليه وسلم عن الشر والفتن؛ كما هو ثابت في الصحيحين من حديثه، وفيهما أيضا أنه أخبر عمر عن الفتن التي تموج كموج البحر لما سأل عنها عمر ولم يتكلم أحد من الصحابة غيره.
والله أعلم.