السؤال
أنا شاب في السنة 25 عاما لقد أحببت بنت خالي منذ 7 سنين ولكنها تزوجت من أعز أصحابي وأنجبت طفلين منه وبعد عدة سنوات توفي صديقي وتركها وحيدة منذ سنة. طيلة هذه السبع سنوات وأنا لم أبح لها بحبي لها إلا هذه الأيام لقد جعلتها تشعر بحبي لكن بلا جدوى فهي عزمت ألا تتزوج طيلة حياتها مع العلم أني قد تغربت وتعبت جدا وكان بعدي منها يحزنني طوال فتره زواجها .هذه كانت قصتي ولكن الأهم أن أهلي قد خطبوا لي من بنت عمي وأنا لا أريد أن أعصي أهلي أبي وأمي وأريد أن أرضيهم بأي حال من الأحوال فوافقت لكن والله إني في حيرة من أمري فأنا لا أريد أن أظلم البنت في حياتها ولا أريد أن أغضب أبي وأمي فهما فرحان لهذه الخطوبة فرحا شديدا لكني لا أري سعادتي إلا مع بنت خالي صرت في حيرة وحزن كبير ماذا أفعل هل أتزوج بنت عمي وأظلمها في حايتها أو أرفض وأحاول مرة أخرى بنت خالي حياتي كلها حزن وبعدي من ديني زادته تعاسة أرجوكم تساعدوني وترشدوني في أسرع وقت جزاكم الله ألف ألف ألف خير
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يفرج همك وأن يقدر لك ما فيه خير في دينك ودنياك، وننصحك بعدة أمور:
أولها: مراعاة رضا الوالدين وجعل رضاهم عنك نصب عينيك في موضوع الزواج وفي غيره، فإن في رضاهم رضا الله سبحانه، وفي سخطهم سخطه تعالى.
ثانيها: ذكرت أن بنت خالك التي تحبها عزمت على عدم الزواج طيلة حياتها، فنرى أن تستجلي وتستوضح الأمر عن طريق النساء الثقات بحيث تتعرف على موقفها عن يقين.
فإذا وافقت على الزواج بك فيمكنك أن تصارح أبويك بالأمر وبحبك لها وتخبرهم أن سعادتك وراحتك في الزواج بها، ونرجو أن يتفهموا موقفك، فإذا تيسر ذلك قمت بفسخ خطبتك بابنة عمك ولا حرج في ذلك.
وأما إذا كان قرارها بعدم الزواج قرارا نهائيا لا رجعة فيه فنرى أن تيأس منها وتحاول نسينانها.
ثالثها: إذا لم يكن هناك سبيل إلى الزواج بابنة خالك وكانت ابنة عمك على دين وخلق ونسبة من الجمال فنرى أن تتزوج بها، لا سيما أن والديك يرغبان في ذلك، ونأمل أن تحبها بعد الزواج وتنسيك ابنة خالك.
واعلم أن الإنسان لا يحصل السعادة ويزول عنه الهم والحزن إلا إذا أطاع الله. قال تعالى: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون {النحل: 97}.
وقال: ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى {طه: 124-126}.
فاحرص على الطاعة واحذر من المعصية تنل الخير كله، وراجع الفتوى رقم: 9360 والفتوى رقم: 41347 والفتوى رقم: 12529.
والله أعلم.