التمسك بالحجاب والصلاة على وقتها في الغرب

0 239

السؤال

أنا طالبة بإحدى الجامعات الألمانية وأنا هنا لنيل درجة الدكتوراه علما بأني المسلمة المحجبة الوحيدة في القسم الذي أدرس به، معي فتاة أخرى من بلدي لكنها للأسف لا ترتدي الحجاب ولا تصلي وتلبس لبس الأوربيين وتجاريهم في العادات.
المشكلة هي أني كنت في البداية في مكتب لوحدي وكنت أقفل على نفسي وأصلى فرضي ولا أجاريهم في حفلاتهم أو أكلهم لأن ديني يمنعني من ذلك، وكانوا دائما يتساءلون لماذا تقفلين المكتب ولماذا تصلين وكذا والحمد لله هم نوعا ما يتقبلون أمر الصلاة لكن الأكل صعب جدا أن يتفهموا أننا نأكل بطريقة ذبح معينة ولماذا لا ترتدين اللبس مثل فلانة التي هي من نفس بلدي
عموما أنا الآن في مكتب مشترك مع فتاتين ألمانية وروسية وهما الإثنتان مسيحيتان ولم أستطع الصلاة في مكاني هذا لأن المكتب مفتوح طوال اليوم وكل منهن يأتيها أصدقاؤها وكذا ، فصرت أؤجل صلاتي حتى أعود إلى البيت وأصلي متأخرة عن الوقت وأحيانا أصلي الظهر والعصر والمغرب مرة واحدة، فهل يصح لي ذلك خصوصا أن الحرب تشن علي من جانب ابنة بلدي التي تصف الحجاب بالتخلف وأخاف أن أوصف بالإرهابية أو أن أوقف عن دراستي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فشكر الله سعيك وأثابك على تمسكك برمز العفة والطهر، وهو حجابك الذي أمرك الله به، ونسال الله جل وعلا أن يثيبك ويثبتك على ذلك.

وأما جواب سؤالك، فهو أنه يجب عليك أن تؤدي كل صلاة في وقتها ولا تبالي باستهزاء المستهزئين، فإنهم لا يعقلون، فقد قال الله تعالى عنهم: وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون {المائدة: 58} فلو استجاب المسلم لمطالبهم فإنهم لا يرضون منه إلا بترك دينه واتباع ملتهم كما قال الله تعالى: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم {120}.

ولا يضرك أن تصلي ويراك رجال أو نساء أجانب مادمت بالحجاب الشرعي في صلاتك.

فإذا ما ترتب على ذلك ضرر بك أو غلب على ظنك حصول ضرر فلا حرج عليك في أن تجمعي بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء جمع تقديم أو جمع تأخير.

فقد ذهب أشهب من المالكية وابن المنذر من الشافعية وابن سيرين وابن شبرمة إلى جواز الجمع لحاجة ما لم يتخذه عادة لحديث ابن عباس المذكور الذي رواه مسلم قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر. قيل لابن عباس ماذا أراد بذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته.

وأما الجمع بين العصر والمغرب فلا يجوزقطعا لعدم اشتراكهما في الوقت، هذا، واعلمي بارك الله فيك أن الإسلام والتمسك به هما مصدر عزة هذه الأمة وسعادتها في الدنيا والآخرة، فلنرفع به رؤوسنا ولا نبالي بمن استهزأ أو أراد أن يصدنا عن ديننا، وكيف لا نرفع رءوسنا بديننا ونعتز به وهو دين الله الحق ونوره في الأرض في حين أن أهل الباطل والخنا والفجور لا يستحيون من باطلهم وفجورهم، بل يجاهرون به ويدعون إليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى