0 156

السؤال

أنا أشعر أني لا أثق بالله وأني أخاف من قدره فقد أصابتني ابتلاءات كثيرة حيث أصبح في قلبي وهن وضعف، والآن أعيش في ضيق نفسي كنت داعية للخير أقيم المحاضرات وبارة بوالدتي ولا أزكي نفسي، ولكن الآن بعد ما أصابني السحر مرتين وقدمت على الاستقالة ومرضت مرضا شديدا حار الآطباء في علاجي وأدخلت العمليات وأقيمت لي عملية جراحية بالمنظار وكان الطبيب في حالة اندهاش شديد على الرغم من أن الفحوصات لم تبين شيئا، وبعد العملية فقد كل شيء، أرجو منكم الإجابة، والآن أنا أخاف من قدر الله بشكل غير طبيعي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الدنيا دار ابتلاء واختبار، وإن الجنة هي دار السعادة والأفراح، ولو كان هناك من يستثنى من البلاء في الدنيا، لكان الأنبياء، فلو أنك طالعت سيرة محمد خير البشر صلى الله عليه وسلم لوجدته ينتقل من ابتلاء إلى ابتلاء، فقد ولد يتيما، وعاش فقيرا، وكذبه قومه، وأخرجوه من بلده، إلى غير ذلك من الابتلاءات، ولكنه صبر لأنه يعلم أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه، وأن المرء يبتلي على قدر دينه، قال صلى الله عليه وسلم: إن عظم الأجر مع عظم الابتلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم!! فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي، وانظري الفتوى رقم: 51946، والفتوى رقم: 15197.

فاصبري على ما أنت فيه، واحتسبي الأجر عند الله فستجدين عاقبة ذلك خيرا، واعلمي أن ما أنت فيه من الضيق قد يكون بسبب ضعف الإيمان، فإن الراضي بقضاء الله وقدره يجد سكينة في نفسه بعد وقوع البلاء، ويحمد الله على أن ما أصابه من البلاء ليس في دينه.

فثقي بالله وأحسني الظن به واعلمي أن أقدار الله كلها خير وإن كانت مؤلمة في ظاهرها، قال صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه البخاري ومسلم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم أيضا: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم وغيره.

فاسلكي سبل زيادة الإيمان من استماع للقرآن وقراءته بتدبر، ومن مداومة ذكر الله، ومن شهود مجالس العلم والخير، وارجعي إلى دعوتك، وانصحي في الله، ولا تشمتي فيك الشيطان بانقطاعك عن خير كنت تؤدينه، وأما الابتلاء بالسحر، فإن له علاجا، انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5856، 2244، 22876.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات