السؤال
أنا متزوجة منذ 5 سنوات متدينة لدي طفلة مشكلتي أن زوجي لا يحبني نحن على اختلاف مستمر منذ البداية دائما يبدي كرهه اتجاهي حتى في لحظات صفائه وأنه نادم أشد الندم على زواجه مني، زوجي يعتقد خاطئا أني أنظر للرجال خارج بيتي وأحاول لفت انتباههم لأني جميلة دائما يشعرني أن لي ماض أسود، أحاول دائما أن أثبت له مدى خطئه وسخافة أفكاره، فأنا والحمد لله أعرف ما هي واجباتي الزوجية ، اعتقد أني نظرت إلى كل أصدقائه وبناء على اعتقاده هذا رسم قصصا في مخيلته لا يليق برجل مسلم أن يرسمها لزوجته و بناء على هذه القصص كون لي هذا الماضي الأسود الذي يتكلم عنه ويقول أنه متحمل سوء خلقي من أجل ابنتي، أي ظلم هذا يا رب؟ أدت بنا هذه الحال إلى العيش في جحيم بشكل يومي وقد لا يكلم أحدنا الآخر لأسابيع متواصلة لجأت إلى والده لكنه ازداد قسوة وهددني بالطلاق لو عرف أي إنسان عن ذلك، أقسمت له أنه مخطئ لم يصدقني ، ماذا أفعل مع زوجي الظالم القاسي القلب؟ هل أنا آثمة على شعوري بالكره له؟ مع أني أظهر له كل الحب والاحترام، وهل لي أجر على صبري عليه؟ علما بأنه رجل ذو سمعة طيبة وطيب مع كل الناس والجميع يحسدني على زواجي منه ويعتقد بأننا سعداء جدا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أن غيرة كل من الزوجين على الآخر دليل على صدق محبته لصاحبه، وخاصة إذا كان من يغار عليه فيه من الصفات ما يجعله مرغوبا من الناس كافة، ويدل لهذا ما رواه مسلم في صحيحه عن عروة أنه حدثته عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا، قالت: فغرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال: ما لك يا عائشة أغرت؟ فقالت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك.
وعلى هذا، فإن كانت غيرة زوجك من هذا الباب ولم تتعد المعقول، فهذا أمر طيب، أما إذا زادت عن ذلك بحيث يصدر منه أمور نحوك تنافي العشرة الطيبة التي أمره الله تعالى بها في قوله سبحانه: وعاشروهن بالمعروف {النساء: 19}. فهنا يحتاج الأمر منك إلى مناصحة هذا الزوج بلطف، وتذكيره بأن الزوجة أحق بحسن التعامل من غيرها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي.
ومما يساعد على حل هذه المشلكة التودد إلى الزوج، والبعد عن كل شيء يثير غيرته، ومن ذلك التزام الحجاب والتستر عن الرجال الأجانب، فتغطية الوجه أمام الأجانب واجب على المرأة، ولعل ما يفسد من أحوال بيتك بسبب التفريط في ذلك، ونأمل إن شاء الله أنك إن فعلت ذلك تتغير الأحوال.
ولا شك أنك إن صبرت على أحوال زوجك فإنك بذلك تنالين الأجر من ربك جل شأنه، وما ذكرته من القطيعة تجاه زوجك عليك أن تتوبي منه، لأن الله تعالى أوجب عليك طاعته، والبعد عن مخالفته، ولا شك أن المقاطعة خروج عن الطاعة وجفاء غير مشروع ولا محمود، ويشتد الإثم إن شمل منعه من حقه في الاستمتاع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح. رواه مسلم.
أما بالنسبة لعدم الشعور بالمحبة تجاه هذا الزوج، فالأولى محاولة ترك ذلك، لكن إن غلب شيء من ذلك من غير ترجمته إلى فعل أو قول فلا مؤاخذة فيه.
والله أعلم.