من تزيينات الشيطان ليغمس المرء في وحل الفاحشة

0 170

السؤال

قصتي تكمن في أني أذنبت ذنبا عظيما لم يسبق لي أن فعلته وهو أني بدأت في طريق الزنا وكان ذلك بأني تعرفت على فتاة ليس من باب العلاقة وإنما في الدراسة وازدادت بي معرفة فأصبحنا نتبادل الشرائط الإسلامية ونتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وأخرى إلى أن أتى يوم أحسست أني أميل لها فصارحتها ووجدت أنها كذلك وكنت أعتقد أن أمرا سينتهي على هذا الأمر لكن تطورت العلاقة فسقطنا في معصية فندمنا وعزمنا أن لا نعود وتبنا
وما إن مر أسبوع حتى ارتكبنا ذنبا أعظم من الأول تم تبنا وعدنا وتبنا وعدنا إلى الذنب نفسه فيتعصرقلبي ندامة وأعزم على أن لا أعود، ولكن إذا مرت تلك اللحظة لم أعد أحس بندامة ولا تخرج دموعي رغم اعتصاري
فبدأت أراجع نفسي ما الذي جعلني أسقط هل أنا منافق مرائي ؟؟
وأنا الآن أخذت عهدا على أن أعود إلى الله تائبا وأحاول ، فبماذا تنصحني لكي أثبت على دين ربي، وما يجعلني أتقرب إلى الله ويحبني وأحبه؟؟
لا تبخل شيخنا العزيز بنصائحك وجزاك الله خيرا
المتحابون في الله......يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من شؤم الاختلاط في مقاعد الدراسة بين الجنسين التساهل في النظر والكلام بينهما وما يتبع ذلك من إنشاء علاقات محرمة قد تنتهي بالفاحشة الكبرى عياذا بالله، وانظر الفتويين: 1769، 5779.

وإن من مكر الشيطان وكيده أنه يسهل على الإنسان المعصية ويزينها له وينقله من خطوة إلى خطوة حتى يرديه ثم يتبرأ منه، ولذلك قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم {النور: 21} وراجع الفتوى رقم: 46960.

والشيطان له طرق متعددة، ويدخل الإنسان من الباب الذي يظن أنه يلج منه، وفي حالتك دخل عليكما من باب الكلام في الدين والتناصح وتبادل الأشرطة الإسلامية، وقد قال الحسن بن صالح: إن الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير يريد بها بابا من الشر.

هذا، وإن الواجب عليكما التوبة إلى الله والندم على ما فرطتما في جنبه تعالى وقطع كل علاقة بينكما، فلا تجتمعا أبدا، بل ولا تجتمعا بمن يجتمع بأحدكما حتى لا ينقل أخبار الآخر إليه فيشوقه إليه فتهفو إليه نفسه فيعود لما كان، وانظر شروط التوبة النصوح في الفتويين: 9694، 54500 وانظر للأهمية الفتوى رقم: 9360 فإن فيهما بيان داء العشق وكيفية العلاج منه، وإن كنت تستطيع الزواج فسارع بالزواج، فقد قال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء، رواه البخاري ومسلم.

وأما كونك لا تبكي مع شدة ندمك على ما كان منك، فاعلم أن البكاء ليس شرطا لقبول توبة العبد ، وقد تقدم بيان شروط التوبة النصوح.

والذي ننصحك به بعد التوبة إلى الله أن تتخذ رفقة صالحة من الشباب المؤمن المتوضئ وأن تتعاون معهم على الخير، ومن ذلك طلب العلم النافع، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإن اتخاذ هذه الرفقة من أهم أسباب الاستقامة على أمر الله تعالى، ولمزيد فائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10800، 6603، 1208.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات