السؤال
نحن في خارج المملكة العربية السعودية وأذان العشاء الساعة 11.15 دقيقة وفيه مسجد عندنا يصلي الساعة10.30 دقيقة مع أني قلت لهم ما زال يفصلنا عن الوقت ساعة إلا ربعا ، كيف تصلون قبل الوقت قالوا إن الشفق غاب وانتهى، وإذا خرجنا نرى السماء زرقاء والشفق لم يغب ، فما حكم الصلاة بهذا الوضع، علما بأن أكثر من 20 مصليا يصلون خلف هذا الإمام بحجة مذهبه كذا، مع أن المسجد الثاني يصلي في نفس الوقت فما رأي فضيلتكم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأوقات الصلاة تعرف بالعلامات الكونية التي جعلها الشرع دليلا على تلك الأوقات، وبناء على ذلك فإن الوقت المختار لصلاة العشاء يبدأ من مغيب حمرة الشفق، فإذا حصل يقين بذلك فقد دخل وقت العشاء، ففي المجموع للنووي نقلا عن الإمام الشافعي: الشفق الحمرة التي في المغرب فإذا ذهبت الحمرة ولم ير منها شيء فقد دخل وقتها، ومن افتتحها وقد بقي من الحمرة شيء أعادها. انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: أما وقت العشاء فهو مغيب الشفق الأحمر؛ لكن في البناء يحتاط حتى يغيب الأبيض فإنه قد تستتر الحمرة بالجدران، فإذا غاب البياض تيقن مغيب الأحمر، هذا مذهب الجمهور كمالك والشافعي وأحمد، وأما أبو حنيفة فالشفق عنده هو البياض. انتهى.
وقال الخرشي في شرحه لمختصر خليل المالكي: يعني أن أول الوقت المختار للعشاء من غروب الحمرة الباقية من بقايا شعاع الشمس ممتد إلى ثلث الليل الأول على المشهور، وقيل إلى النصف، ولا ينظر إلى البياض الباقي في ناحية الغروب؛ خلافا لأبي حنيفة القائل بأن الشفق هو البياض. انتهى.
وعليه؛ فإذا كانت جماعة المسجد المذكور قد صلوا بعد مغيب الشفق فصلاتهم صحيحة، وما ذكرته من كون السماء زرقاء فهذا دليل على غياب الشفق الأحمر، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 9020.
والله أعلم.