السؤال
أود أن أعرف أسماء الصحابة الذين بدلوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك أسماء أولئك الذين ادعوا الصحبة، أود أن أشير إلى أني أدرس في معهد للعلوم الشرعية؟ جزاكم الله خيرا.
أود أن أعرف أسماء الصحابة الذين بدلوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك أسماء أولئك الذين ادعوا الصحبة، أود أن أشير إلى أني أدرس في معهد للعلوم الشرعية؟ جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد عرف العلماء الصحابي بأنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك، وعليه فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولئك الذين أخلصوا دينهم، وثبتوا على إيمانهم، ولم يغمطوا بكذب أو نفاق حتى ماتوا.
والمنافقون الذين كشف الله سترهم، ووقف المسلمون على حقيقة أمرهم، والمرتدون الذين ارتدوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أو بعده، ولم يتوبوا أو يرجعوا إلى الإسلام، وماتوا على ردتهم، هؤلاء وأولئك لا يدخلون في وصف الصحابة.
ولقد كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من يدعون الصحبة وهم من المنافقين، ففي صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن في أمتي اثنا عشر منافقا، لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة، سراج من النار يظهر في أكتافهم، حتى ينجم من صدورهم.
ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحب الكشف عن أسماء هؤلاء بل كان يسترهم، وكان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه هو صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنهم، وكان يعرفهم ولا يعرفهم غيره بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من البشر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أسر إليه بأسماء عدة منهم ليراقبهم، ولذا فإن معرفة أسمائهم بالتفصيل ليست متاحة إلا بالنسبة لمن ورد في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، إشارة إليه بصفة غير مباشرة، كما هو الحال في الرجال بن عنفوة الذي قال عنه ذات يوم: إن فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من جبل أحد. وتحققت النبوءة حين ارتد (الرجال) ولحق بمسيلمة الكذاب، وكان خطره على الإسلام أكبر من مسيلمة نفسه، لمعرفته الجيدة بالإسلام والقرآن والمسلمين.... ولم نقف على أسماء غيره ممن أعلنوا ردتهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.